وكتبت للفقيه الأنبل الذكي الخطيب المصقع الأكمل أبو العباس أحمد بن سعيد الحباك القيجميسي المكناسي:
ألا أيها الظمآن ظلت محيرا فدونك ما يرويك نظما محبرا
لنجل سعيد حبر ذا القطر كله فقد صاغ نظما بالعذوبة حظرا
وفجر نهرا من زلال نفى الصدى وطهر أوضار الجهالة إذ جرى
قرأت عليه النظم حتى ختمته فمن فضله خط الإجازة أسطرا
وقال مجدا قد رويت فرو من تريد وقل فيه مقلا ومكثرا
كفى خطه من بعد هذا مصدقا وما خطه يخفى وسوف إذن ترى
فكتب تحتها أبياتا بديعة ونصها:
صدقت وقد أعلمت ماقد ذكرته فقر به عينا ولا تخش منكرا
فأنت جدير بالإجازة صاعد منار علوم يرتقي بك ظهرا
وقائل هذا مستعيذا بربه من الزهو والإعجاب والفخر والمرا
بأحمد يدري إن جرى وسم شخصه ووالده يدعى سعيدا لدى الورى
ونسأل مولانا الذي جل أمره وألهمنا جمعا لما قد تقررا
سلامتنا يوم الحساب وهوله بجاه نبي للحظيرة قد سرى
ونال مقاما قاب قوسين إذ دنا وحمل أمرا عالي القدر أخطرا
عليه صلاة الله ما لاح نوره وما تلي الذكر الحكيم وحبرا
وفي أحد من بعد ستين قد مضت لتاسع قرن كان ذا القول سطرا