وكتبت سؤالا لأصحابنا أهل مراكش عام 1044, فأجاب شيخنا العلامة ابن يوسف والسؤال نصه:

أيا عالما تشفي الصدور مسائله   نعم وبه يلقي الرشاد مسائله
إلى علمك الأطمى المثار رعبابه   أتى ثم أدلى دلوه اليوم سائله
فما حكم طي الأراضي بدعوة   وجن وسحر أنه الحق باطله
فما حكم طي الأراضي بدعوة   وجن وسحر أنه الحق باطله
يحج بها الإنسان هل تم حجه   وهل كان في حكم المسافر فاعله
أيقصر فرضا ثم يفطر هل ترى   كذاك وليا فهو أيضا مماثله
وما حكمها إن أمكنت هل يجوز أن   يحج بها أو أن يزور محاوله
وصحبتهم للحج إن رامها الفتى   فهل تم تفصيل وهل تم قائله
وهل وجبت في ذي الولاية إن دعا   إليها وهل كالفرض فيه نوافله
وما حكم من أمدى ويحتال بعد أن   توضأ لغسل الفرج ليس يناوله
ولكن بظهر الكف أو فوق حائل   ولم ينتقض طهر لما هو حائله
أصح وضوء المرء ليس يضره   تأخر هذا الغسل أم هو زائله
وهل دل بطلان الصلاة لتركه   على أن هذا الطهر يبطل حاصله
وما حكم من قد ظنه القوم أنه   عدو فأردوه بقتل يعالجه
وذلك مابين الصفوف فأسفرت   بإسلامه عقباه هل جن قاتله
أيغسل أم لا كالشهيد أجب لنا   أيا عالما تشفي الصدور سائله

فأجاب العلامة ابن يوسف الأستاذ:

أيا سيدا أربت لدينا فضائله   وراقت بإحسان وحسن شمائله
جوابكم في أول من فروعها   يحج بها ذو فرضه أو نوافله
ولا فرق في طي الأرض بدعوة   وجن وساحر وإن هو باطله
وقسه على من حج بالسحت إن أتى   بأركانه فمالك به قائله
فيا ليتني بدعوة الطي طائر   بها وبمتن الجن حجي أعاجله
وقس حكمه كمن بيم مسافر   بقطر وإفطار كما هو حاصله
لكون مسافر بها سفر التقى   وطوع مكلف سيؤجر نائله
وأخرى بهذا الحكم من تبتت له   ولايته كالشاذلي يماثله
وقد كان هذا الأمر للشاذلي الرضى   بمحضر عز الدين في المصر فاعله
متى أمكنت هذي الأمور لفاعل   يجوز بها حج وزور يحاوله
ولا مانع ولينتهز بها ممكن   وقد عذبت إن أمكنته مناهله
وصحبتهم للحج أفضل صحبة   ولاسيما فيها الولي يناهله
ومهما دعا لها الولي يجيبها   صحيح ومستطاع فرض يعالجه
وممذ قبيل الطهر يحتال بعد أن توضأ لغسل لابكف يغاسله
صحيح وضوءه ويجزى انتفاضه   بمسه فوق حائل هو جاعله
كغسل نجاسة والأولى بنية   وخلق إذا فرض الصلاة يناوله
ومسلمنا في الصف يقتل بالخطأ   شهيد لقصده جهادا وقاتله
عليه بقتله الخطأ ما تقررا   وليس نرى في ذاك من هو غاسله
فدونكها من قاصر ومقصر   أيا سيدا أربت لنا فضائله