سلا بانة الجرعاء هل جادها قطر وهل أمرعت أجزاع ساحتها الغر
وهل نسجت أيدي الحياء بروضها برودالها من كف راقمها نشر
فيا لك روضا من بكاء غمامه تبسم من أثغار أكمامه الزهر
كأن به الأدواح تهتز نضرة عرائس تزهو فوقها حلل خضر
كأن بها ورق الحمائم سجعا قيان لها في صوغ ألحانها جهر
كأن ثغور الأقحوان مباسم تسلسل من ظلم الرضاب بها خمر
كأن الشفاء اللعس منها شقائق تناسق فيها تحت قانئها در
كأن احمرار الورد في ريق الحيا خدود غواني الغيد لاح بها بشر
كأن ذبول النرجس الغض عادة لواحظ من أهواه ماج بها سحر
كأن غصون البان والرند ميسا خرائد دب في معاطفها سكر
كأن شذا الأزهار ينفحها الصبا فيملأ أرجاء المتان لها نشر
خلال أمير المؤمنين محمد إذا صيغ فيه المدح أو نظم الشعر
إمام له في باذخ العز رتبة تقاصر عنها الوهم والوصف والحصر
تسامى على سامي السماك مكانها وصار إلى عليائها يخضع الدهر
وماد لها شم الشوامخ هيبة وأمسى يراها فوق هامته البدر
تذل لها الآساد في أجماتها وترتاع في أغمادها القضب البتر
تزلزل أها الشرك منها من مهابة بأسها ولم ينجهم في الأرض بر ولا بحر
يؤدون بالإذلال والهون جزية يقون بها الأنفاس فهي لهم عمر
ومن لم يرم إعطائها متكبرا يحيق به في الحين من بأسه مكر
كما حاق بالمهدومة الخير جهرة وحل بها من سوء أفعالها خسر
تصدى لها فخر الملوك بغزوة تزعزع منها الجو والبر والبحر
وصب عليها من بوارق بطشه صواعق حتف لايطاق لها أسر
فأفسدها قهرا وخرب دورها وشدد أهل الكفر عنها لهم ذعر
ومن ذا يلاقي صولة هاشمية إذا انتهضت للأمر يسبقها النصر
فيا لك من عز تكامل سعده ويالك من فتح به سمح الدهر
تقاصر عن إدراكه شأو سابق وحاول أن يلقاه فانعكس الأمر
فآخره الرحمن للعادل الرضا ليعظم في الأعمال منه له الأجر
بك اختتم الإحسان والعدل والندى كما ختم الأشفاع في فضلها الوتر
وكيف تدانيك الملوك سماحة وعزا وفخر أو يكون لها خطر
ولم لا تفوق الناس مجدا وسؤددا وتعنوا إلى أوصافك الأنجم الزهر
وأنت سليل المصطفى سيد الورى ومن من نداه الجم يغترف البحر
ورثت نداه والسجايا وعدله وسيرته في الخلق فاكتمل الفخر
فأصبحت للإسلام طود حماية وغيثا لأهل الأرض إن نالهم فقر
تود البحور الزاخرات لو أنها يكون لها من جود راحتك العشر
تناسى الرشيد والأمين وصنوه وجعفر والمهدي والواثق الصدر
نسخت حديث القوم في الجود والندى فأصبح وهو اليوم ليس له ذكر
أتتنا بك الأيام عند مشيبها فعادت عروسا بالبهاء لها قدر
وعادت رياض العلم عابقة الشذا تغرد في أفنان أدواحها الطير
وشدت ذرا الآداب فاعتز أهله وصار لهم في كل شاشعة فخر
فخذها من العبد المحب قلادة تناسق من غالى المديح بها در
يؤد جرير والفرزدق حقها وتخجل من ألفاظها الأنجم الزهر
تطرز عذب النظم منها بمجدكم ونادى جهارا هكذا ينظم الشعر
فقابل ثناها بالقبول فإنه عرائس مدح والقبول لها مهر
وجزمي كل الجزم أنك فاعل وأنى بها لاشك ينضحني البحر
وإن قصرت في حصر مجدك إنها ستنشد ما قد قاله العالم الحبر
إذا نحن أثنينا عليك بمدحة فهيهات يحصى الرمل أو يحصر القطر
ولكننا نأتي بما نستطيعه ومن بذل المجهود حق له العذر
أدام لنا الرحمن ملكك عزة وفخرا إلى الإسلام ما بعده فخر
وخلد رب العرش أمرك في الورى به تسعد الدنيا ويبتهج الدهر
ودمت قرير العين للدين والهدى ودام مدى الأيام يخدمك النصر