الحمد لله الذي أكرم آل البيت الشريف بالنسب الطيب الطاهر وحباهم بالحسب الواضح الظاهر نشهد ان لا إله الا الله وحده لاشريك له شهادة لانحيد عنها بحول الله ولا نحول ونشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله الطيب الطاهر الزكي الفروع والاصول صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وكل من انتسب إليه وبعد فقد وقف كاتبه سرده الله على هذا التأليف المنسوب لأخينا في الله ومحبنا من أجله علامة عصره ووحيد دهره الشريف العمدة سيدي عبد الحي الكتاني منحنا الله وإياه دار التهاني فوجدته جم الفوائد غزير الخرائد والفرائد زيادة على موضوعه الأنمى الذي هو نسبهم الاسمى ولاجل تزاحم الفكر والبال بمكثرة الاعمال والاشغال اقتصرت على هذه العبارات وان كانت لاتوفي بما له من عظيم المقامات وقلت مشفعا لها ان يستر بحول الله نقصها ويتبرج في سماء الاغضاء والسماعة ركنها

آل بني الزهرا عظيم المراتب   وقد رسما فوق الشها بمراتب
لقد شرف الرحمن قدرهم وقد   حباهم وأولاهم لاتنسى المناقب
بحبهم قد ساد كل منافس   ومنهلهم عذب لاصدق راغب
وكيف وهم فرع النبي محمد   وأبناؤه من خصصوا بمناصب
حلفت يمينا ان مدح سواهم   لعالة مدح ينتمي للأقارب
ولو اتي اطنبت مدحا فما أرى   عسيرا ولا أدنى لغوت جانب
وان منائي ان أكون بزمرة   واحشر في كهف شديد العصائب
فادعى محبا والمحب جزاؤه   عظيم نوال واقتطاف رغائب
لذاك صرفت الفكر نحو معظم   وفرع زكي قد أتى بعجائب
وأديت فرض الحب من غير عاذل   بوشى قريض قد علا بتناسب
حييت بعبد الحي كل فضيلة   له بسليم الذوق بهجة صائب
وبحر علوم عم في الناس نفعه   وطار مطار أماله من مقارب
وكم من دليل قد أتانا مؤيدا   تحلى به جيد الحسان الكواعب
كذا الذي قد صاغه يراعه   وفي نسب سامى بخير الحبائب
وضم له كم من قضايا عجيبة   وكم من مزايا في شهى أسالب
دعوت إله العرش حفظ جنابهم   فهم زينة في الدهر وسط المواكب
وارجوا من المولى شفاعة جدهم   وموتا على حب ونيل مطالب
على المصطفى أزكى الصلاة وآله   وأصحابه من هم ليوث الكتائب
نروم وما جاد الزمان بفاضل   وما تليت في الناس آي الاقارب
وما منشد مدحا آل محمد   آل بني الزهرا عظيم المراتب

قاله وخطه بقلمه راجيا لعفو الله وكرمه وشفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عبد السلام الفاسي لطف الله في حجة الحرام عام 1330 انتهى.