ونص الرسالة الثانية الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا محمد رسوله وآله وصحبه، السيادة التي علت على الفرقدين أقمارها، والمجادة التي على قطب الهداية والإرشاد مدارها، والشرف الذي على أبهة العز مداره، وعلى أساس الدين والخير قراره، من له في محبة أهل الخير قدم راسخ الثبوث، وفي نهج الطريقة التجانية عزيمة لا تنحل ولا تفوت، حبنا الفاضل، وصفينا الواصل، العلامة الأكمل، الدراكة الأمثل، من هو للعلوم بحر ووادي وصهيرج، أبا العباس سيدي أحمد بن الحاج العياشي سكيرج
أما بعد : أشرق الله قلبي وقلبك بأنوار العلوم اللدنية، وأحيا روحي وروحك بنسيم الأسرار الوهبية، فقد وصلت من زيارة سيدي وسندي، وذراعي وعمادي، وساعدي إلى محل قرار العين بنظرته وإقباله، وإمداده لي ووصاله، لا قطع الله ذلك عنا وعنكم إلى الممات وبعده، ما دام لسان حال الفؤاد يقول : يا فوزه بعناية سيده وسعده، ثم إني طالعت ما أتحفتني به حفظك الله من نسخة كتابكم كشف الحجاب، واستوعبته ملزمة فملزمة، وبابا بعد باب، فوجدته تأليفا نورانيا، وألفيت لامعة شهامته عروسا، وتنسمت من عطر أنفاسه أرجا طيبا، واستبنت من تحقيقاته وترتيباته وابلا، فقصر القلم عن تقريظه وانزوى، لما عليه من أفانين العلوم احتوى، وطالما ركظت الهمة نحو ذلك، وحركت العزيمة إلى هنالك، فترجع على أعقابها ناكصة، وتبقى ببصر التوله فيه شاخصة، سيما مع أهوال الوقت المكربة، ووعثاء السفر المنصبة، وإن لحاق الأمل لازل ممتدا إلى النفحات التجانية، مشرئبا إلى فيوضاتها الإحسانية، في أن يكفيني المولى شؤونه، ويحمل عني تعبه ومؤنه، فبادرت إلى تقريظه الشعري، بينما أجد فسحة لتقريظه النثري، فقلت، وعليه سبحانه اتكلت:
هذا وإياك سيدي أن تزنها بميزان أشعاركم، وتقيسها بمقياس بنات أفكاركم، فشتان ما بين الدر والخزف، عند من يأتي ومن سلف، وحسبك سيدي الاقضاء عن العيوب، والإعتذار لها بما بالخواطر من اللغوب، ويصل السيادة كتابكم نور السراج بقصد طبعه وفق ما طلبت منا مجادتكم، ونسلم على أخوينا الفقيهين الزكيين العلامتين، سيدي الحاج عبد الكريم بنيس، وسيدي محمد بن عبد الله، والتمس لنا من الثاني نسخة من شرحه على لامية سيدي عبيدة الشجيطي، المسماة رحلة التهاني، ووجهها لي بالفور، كما يسلم على سيدنا ومولانا أحمد العبدلاوي بارك الله لنا ولكم وللإخوان في عمره، فإن دالك الرجل بقية بركة السلف، العائدة إن شاء الله على الخلف، والسلام عليكم ورحمة الله، وعلى ذلك الضريح الأنور، ومن اشتمل عليه من جمع الإخوان الأحور، والسلام في11 شعبان عام 1325هـ ، خديم الأعتاب التجانية، تراب نعال أصحابها، محمد الغالي السنتيسي، نور الله قلبه إهـ.