وقد كان يسرد الشمائل بحضرة سيدنا النقيب، وتحصل مذاكرات بينهما أثناءها، فتغيب عن ذلك أياما، فكاتبه بما يستنهض همته لإتمام تلك الدروس، بما يشفي النفوس، فأجابه بهذه الأبيات: دَعَتْ لِوِصَالٍ بَعْدَ طُولِ مِطَالِ * وَأَلْقَتْ حُسَامَ البَيْنِ بَيْنَ نِصَالِ وَأَحْيَتْ رَمِيمَ الرُّوحِ بَعْدَ فَنَائِهَا * مُقَرَّطَةً تَدْعُو لِرَشْفِ مصَالِ وَلَيْلاً أَمَاطَتْ عَنْ صَبَاحٍ بِهِ المُنَى * يُرَجَّى سَنَاهُ فِي بُكُورٍ وَآصَالِ تَقُولُ دَلاَلاً إِنَّنِي بِكَ مُغْرَمٌ * شَمَائِلُ حُسْنِي تَزْدَهِي بِخِصَالِ تُذَكِّرُنِي مَا زَانَ نُطْقِي وَمَسْمَعِي * شَمَائِلَ خَيْرِ الخَلْقِ جَمْعِ شمَالِ أَجَلُّ كِتَابٍ لابْنِ سورَةَ يُنْتَمَى * لِتِرْمِذَ مَنْ يُنْمَى بِخَيْرِ خِلاَلِ مُفَتَّحَة الأَبْوَابِ مَتْنُ حَدِيثِنَا * نَعِيمٌ مُقِيمٌ مَالَهُ مِنْ زَوَالِ أَسَانِدُهَا مِثْلُ الجُمَانِ بِعِقْدِهَا * يَفُوقُ سَنًى بَدْرٌ عَدِيمُ مِثَالِ تَشَنَّفَ مِنَّا مَسْمَعٌ بِقِرَاءَةٍ * لَهَا فَانْتَهَتْ لِلصَّوْمِ فَارْعَ مَقَالِي إِلَى سَنَدٍ فِيهِ يَزِيدُ مقلب * بِرِشْقٍ لَهَا المَوْلَى يَفُكُّ عِقَالِي يُطَالِبُنَا المَوْلَى النَّقِيبُ أَخُو العَلاَ * أَبُو زَيْدٍ الأَسْمَى سَمِيُّ فِعَالِ بِإِتْمَامِهَا دَرْساً عَلَى نَهْجِ بَدْئِهَا * بِذَاكَ الضَّرِيحِ الفَرْدِ فَرْدِ جَمَالِ فَقُلْتُ نَعَمْ عَصْراً بُعَيْدَ صَلاَتِهَا * بِحَوْلِ إِلاَهِي فِي ابْتِدَا وَكَمَالِ فكتب سيدنا النقيب له هذه الأبيات جوابا له : وَفَتْ تَتَهَادَى فِي بُرُودِ جَمَالِ * وَرَاحَتْ تَجُرُّ الذَّيْلَ جَرْدَ دَلاَلِ وَحَنَّتْ فَمَنَّتْ بِانْجِبَارِ تَكَسُّرِي * وَحَيَّتْ فَأَحْيَتْ مُغْرَماً بِوِصَالِ وَفَكَّتْ أَسِيراً فِي بَدِيعِ جَمَالِهَا * فَتَاةٌ تغيرُ البَدْرَ وَقْتَ كَمَالِ أَمَاطَتْ عَلَى بَدْرٍ مُنِيرٍ خِمَارَهَا * وَزَارَتْ بِلاَ وَعْدٍ بُعَيْدَ مُطَالِ وَأَرْوَتْ حَدِيثَ الوَصْلِ وَهْوَ مُسَلْسَلٌ * وَسَلَّتْ عَلَى صَبٍّ سُيُوفَ نِبَالِ أَسَانِيدُهَا صَحَّتْ بِلُطْفِ شَمَائِلٍ * شَمَائِلِ مَحْمُودٍ حَمِيدِ خِصَالِ وَطَوَّقَهَا عَالِي المَقَامِ قَلَائِداً * بِدُرٍ يُرَى عِنْدَ البَرِيَّةِ غَالِي أَلاَ وَهُوَ الغَالِي الَّذِي جَلَّ قَدْرُهُ * فَصَارَ مَحُوطاً فِي الوَرَى بِجَلاَلِ فَيَا غَالِيَ المِقْدَارِ بَيْنَ ذَوِي النُّهَى * لَقَدْ نِلْتَ مِنْ عُلْيَاكَ أَقْصَى سُؤَالِ فَلاَ زِلْتَ فِي حِفْظِ الإِلَهِ مُوَفَّقاً * مَحُوطاً بِتَأْيِّيدٍ عَلَى كُلِّ حَالِ