حمدا لمن زان بحلية الأدب جيد الفنون وبه نيل الأرب
ثم الصلاة والسلام أبدا على النبي الهاشمي أحمدا
وآله وصحبه ومن تلا سبيلهم ممن سيأتي وخلا
وبعد ذي أرجوزة نميتها لأدباء عصرنا سميتها
بتحفة الأشياخ والأطفال من قصة الزباء بالأمثال
رسمتها بحمرة مميزة بسبب القول لها معززة
إن كان في النظم له اتساع أولا فان سردها مشاع
فقلت والمثل عند النبلا تشبيه مضرب بمورد خلا
قال قصير لجذيم الخسائر (رأيك فاتر وغدر حاضر)
قال له (رأيك في الكن) و(لا في الضح) سار ذا المقال مثلا
وقال (لايطاع) بعد (لقصير أمر) فجد للهلاك في المسير
قال جذيمة أشر عليا قال (ببقة تركت الرايا)
و(القول) يا جذيمة لك (رداف والحزم) منه في ثراته (لاتخاف)
وقال يا قصير كيفما ترى (خطب يسير في كبير) قل جرى
قال قصير له (فاركب العصا غبارها) ف (لايشق) من قصا
(حزما) أرى منه (على متن العصا) فر قصير راجعا وما عصى
(ماذل من جرت به) بعد (العصا) إلى غروب الشمس ترمي بالحصا
(قد بلغ المدى و) قد (جف الثر وامر غدر) واقع لي قد (أرى)
إذ قالت الزباء فحشا (أترى داب عروس) في الذي لك جرى
قال جذيمة لهم (دعوا دما ضيعه) مني (أهله) كما
وقال عمرو لقصير (خل عني) واجدعن أنفى (خلاك الذم) مني في ظعن
(لأمر ما جدع أنفه قصير) من مثل العرب أحفظه يا بصير
قالت (عسى الغوير) مني (ابؤسا) عسى قصير أن يحز أرؤسا
(جئت بما صاي) فقال لقصير حين رأت بالعين شدة الزئير
قالت وعمرو واقف بالنفق (بيدي لابيد عمرو) خنق
هذا تمام القصة العجيبة أمثالها اتت بغير ريبة
ثمان عشرة أتت محررة بلفظها كتبتها محمرة
إلا بتنكير وتعريف فلا بأس به عند السراة النبلا
خذها عروسا نمقت طررها وعنبرت بعنبر غررها
ووشيت كنمرق أرساغها وثقلت بجوهر أصداغها
ولتفها بمهرها حسن القبول ونيل وصل منك لارين المقول
تغني عن التخميس والتشطير والشرح لا النسخ مع التسطير
وعن عيوبها فغض من بصر وانظر لحسنها بأحسن نظر
قرت بك العيون منا وانجبر كل انصداع وانجلى ران الغبر