زهر الرياض تناسقت أفنانه ولدى العيان تتابعت ألوانه
أضحى يصادفه النسيم بكفه إذ زانه من عرفه أمزانه
يهتز من فرط السرور تواجدا يدنو إليه وإن نأت أوطانه
يروي بإسناد حديث صبابة عن ماء عين قد رقا إنسانه
عن صوب أنواء بأكمام لها عن ورده القاني سما عقيانه
عن آسه الآسى للوعة الجوى عن أقحوان قد وفت إيمانه
عن نرجس من حسنه قد هذبت أهدابه وتزعفرت أجفانه
عن ياسمين أبيض أو أصفر قد شك في وصف له أخدانه
كل على قضب الزبرجد مائل كالراح حي أمالها أغصانه
ثبت الرواية وهو منها معربد لا يرعوي بتناقض سلطانه
من خمرة من ريق ظبي أهيف عن در ثغر نظمت أسنانه
إن اليواقيت النضيدة قسمت لنثيرها ولما بدت أوزانه
فالنثر يحسن في العيان يفوقه ال منظوم إذ قد كسرت أوثانه
فالغزل ليس بساتر مالم تكن بالنسخ تجمعه لنا خلانه
أنقاض بيت مابقت لم تبتني لا بيت أو تبني لنا أركانه
كالبيت من شعر ومن شعر له بالنظم فضل يقتني عرفانه
كيف انتقاص الشعر يسمع في الورى من عائب قد عابه أقرانه
لله در إمام شعر فائز بالرد عن شعر نما إيمانه
قد قام عن شعراء إسلام بما سماه تغييرا زكت أحيانه
فاهنأ أبا زيد ويا عابدا لمن ثاني إضافته له رحمانه
فالشعر والشعراء تعلن بالثنا كالزهر يثني على الندى إحسانه
رتب تآليف الكتاب كروضة يحكي الكتاب بحسنه بستانه
هذي مقدمة بفصليها وفت تبدي عوار مهدم حيطانه
في مقتل النضر الرثاء مرفع للشعر لايبدو به عدوانه
في سؤل طه عن قريض قاله ابن الرواحة زانه إتيانه
في كونه متمتلا بالشعر في جمع الصحابة ما جرى نسيانه
في نقض تحصيل الخلائف هل أتو بالشعر كالشمس انجلى برهانه
في شعر أتباع وأتباع لهم ماطال في شعر حلا أزمانه
في نبغ شاعر فرقة تحمي به أنسابهم لما صفا ميزانه
فيمن غدا بالشعر يرفع قدره أو ضده كمنقص آوانه
في حكم شعر بالجواز وغيره فقها صحيحا فتشت أركانه
في حكم عود واستماع غنائه قد شنفت برقيقه آذانه
لافض فوك نقيبنا ما رددت زهر الرياض تناسقت أفنانه