1 سَــرَى ومـنـامُ العـاشِـقـيـن حـرامُـ نَـسـيـمـٌ له بينَ الحُجُونَ مُقامُ
2 وجَــرَّ ذُيــولا بـالكـثـيـب عـليـلةً وفُــضَّ هُــنَـاك عـن شـذاهُ خِـتـامُـ
3 ومـاسَ قـضـيـبُ البـانِ وهـوَ كأنما تـمـايَـلَ صَـبّـٌ أثـقـلتـهُ مُـدامُـ
4 وكُــنــتُ أُرَجِّيــ سَــلوَةً بــهُــبُـوبـه فـزادَ فـؤاداً نـالَ مِـنـهُ غَـرَامُ
5 وأنـتَ خـبيرٌ بالذي تَفعَلُ الصَّبَا تُـلاقـي هـشـيـمـاً حَلَّ فِيهِ ضِرَامُ
6 لئِن كُنتُ عَن عَذلِ العواذِلِ مُعرِضاً عَـرُوض جَـمُـوحٍ مـا ثـنـاهُ لِجَـامُـ
7 فــأنّــى ذَاكَ أمــسِ واليـومُ آخـرٌ وَقَـد حَـطَّ عن وَجهِ الصَّوَابِ لِتامُ
8 فــمَــا لغُـرابِ طِـيَّتـِي قـد أطَـارَهُـ وروَّعَــهُ بــعــدَ الهُـدُوءِ حِـمَـامُـ
9 تـسـتَّرـتُ فـي عَـصـرِ الشَّبابِ بلَيلِهِ وَغَابَ الرقيبُ والعواذِلُ نامُوا
10 وأســلَمَـنِـي ذَاكَ الدُّجَـى لبَـدِيـلهِـ نـهـارُ المـشـيبِ ليسَ فِيهِ ظَلاَمُ
11 ألا ليـتَ شِـعرِي هَل لِدهرِيَ عَطفَةٌ يَـطـيـبُ شَـرابـٌ بَـعـدَهَـا وَطَعَامُ
12 أسـلِّي فـؤاداً طَـالمَـا عِـيـلَ صبرُهُ بَـرَاهُ إلى أهـلِ الرَّسُـولِ أُوَامُـ
13 لِمهبِطِ وحيِ اللهِ والمرتبَعِ الذي يُـغـادِيه من عَينِ اليَقينِ سِجَامُ
14 وجَــرَّ بـهِ ذَيـلَ الرِّسَـالَةِ ضَـافِـيـاً وَسُـلَّ لِنَـصـرِ الدِّيـنِ فـيـه حُسَامُ
15 وَلاحَ بـيـانُ المـعـجِـزَاتِ كـأنّـهـا بـدُورُ سَـمَـاءٍ مـا كَـسَـاهَا غَمَامُ
16 فمِنهَا انشِقاقُ البدرِ والحفل شَاهِدٌ ومـنـهَـا لعَـجـمَـاءِ الوُجُودِ كَلامُ
17 كَـــبـــزلٍ وَذيــبٍ أو كَــضَــبٍّ وَمِــثــلُهُــ غَـزَالٌ وَجِـذعُ النَّحـلِ فـيهِ ضِرَامُ
18 وَحَـسـبُـك فـيضُ الماء بَينَ أناملِ الر رَسُـولِ فـأروَى الجـيـشَ وهوَ لُهَامُ
19 وهـــذا كـــتـــابُ اللهِ أعـــظَــمُ آيــةٍ لهـا فـي صُـدُورِ المـشركين سِهَامُ
20 فــمــاذا أُطِــيــقُ والجــنـابُ مُـعـظَّمـٌ وَسَـيـفُ لِسَـانـي في البيانِ كَهَامُ
21 أقُــطــبَ الوجــودِ فـي حِـمَـاكَ مُـخَـيِّمـٌ رَجَـائي وهَـل جـارُ النّـبِـيِّ يُـضامُ
22 وأنــتَ الّذي لولاَهُ مَــا هُــزَّ ذَابِــلٌ ولاَ شُـدَّ فـي رَكـبِ الجِـهَادِ حِزَامُ
23 ولولاَكَ مَــا كَــانَ الوُجُـودُ وَلاَ بَـدَا كَـثِـيـفُ الغَـمَـامِ صَـيِّبـٌ وجَـهَـامُـ
24 وَلاَ هَـاجَ راعـي الرَّعـدِ فِـيـهِ وَبَـرقُهُ عَـصَـا مِـن نُـضَـارٍ والسَّحـَابُ سَوَامُ
25 وَلاَ نـسَـجَـت أيـدِي السَّحـَابِ مَـطَـارِفـاً عـلى الأرضِ فـازدَهَت رُبىً وأكَامُ
26 ولاَ كَـانَ فِـي أمـرِ الخـلِيـفَـةِ أحـمـدٍ عَلَى الخلقِ فَرضٌ ليسَ فِيهِ خِصَامُ
27 مُــقِــيــمُ مــواسِــمِ النُّبــوءةِ غِــبـطَـةً وليـسَـت عـلى غـيرِ السَّدَادِ تُقَامُ
28 وُمُـعـطِـي المـعـالي حَـقَّها والَّذِي غَدَت رُبُــوعُ الفَــخَـارِ لَه وهـوَ إِمَـامُـ
29 حَــقِـيـقُ الوِرَاثَـةِ الَّتِـي عـزَّ نـيـلُهَـا لِدَعـــوَتِـــهِ تـــقَـــدُّمــٌ وَأمَــامُــ
30 لإيــالَتُــهُ أمـنـٌ وَظِـلٌّ عَـلَى الوَرَى مَـدِيـدٌ وفـي أنـفِ العَـصِـيِّ زِمَامُ

31 تـسَـلَّيـتُ بـالفـرعِ الَّذِي طَـابَ أصـلُهُـ فَـلِي فـي ذُرَاهُ خِـدمَـةٌ وَلِزامُ
32 ألَسـتَ أمـيـرَ المـؤمـنـيـن وَمَـن غَدَا لَهُ بِـمَـنَـاطِ الفَـرقَـدَيـنِ مَقَامُ
33 ألَسـتَ الذي أضـحَى على الشَّمسِ نعلُهُ وتُبنَى لَهُ فوقَ الدّرَاري خِيامُ
34 ألسـتَ الَّذي قَـد غَـزَّ قَـدراً وأرغَـمَـت سُـيُـوفُـكَ أنـفاً كَانَ فِيهِ عُرَامُ
35 ألسـتَ الذي سـادَ المـلوك ولو عَـلَت بـــآلِ عَـــلِيٍّ ذِروَةٌ وسَــنَــامُــ
36 ألستَ الَّذي كالشَّمسِ مَجدُكَ في الورى شَـهِـيـرٌ ولَيـسَ بالجُحُودِ يُرامُ
37 ألستَ الذي قد صارَ عَدلُهُ فِي الورى خـطِـيباً وَعُودُ الحقّ فِيهِ قِوامُ
38 وَجـــرَّدتَ فِـــي ذَاتِ الإِلَهِ صَــوَارِمــاً تـصُـولُ بـهـا والعَاجِزُونَ نِيَامُ
39 ضـربـتَ بـهـا التَّثـلِيـثَ للحَتفِ ضَربةً فـلَم يَـبـقَ بَـعدُ للصَّلِيبِ قِيَامُ
40 وأمــطـرتَ وَبـلاً بـالمـخـازنِ قـطـرُهُـ بـمـوتَِ الأعَادِي بُندُقٌ وسِهَامُ
41 فـكـم لَك فِـيـهَـا مِـن سُـيـولنِ مواكبٍ طَـلَعـتَ بهَا كالبَدرِ فيهِ تمَامُ
42 وَحَـولَكَ عُـقـبَـانُ الكُـمـاةِ تـسَـاقـطَـت لِبَـطِـشِـهَـا يَومَ الأعَادِي وَهَامُ
43 تــزاحَــمَ قُــضـبَـانُ الوَشـيـجِ كـأنَّمـا تـرُومُ عِـنَاقَ الموتِ وهوَ زُؤامُ
44 عَـوامِـلُ تُـبـدِي الفَـتـحَ بَـعـدَ خفَائِهِ وتـصـحَـبُـها عِندَ النَّوَاصِبِ لاَمُ
45 وَلاَحَ وَمِــيــضُ المــرهَــفَــاتِ كــأنَّهــُ وَمِـيـضُ نُـجُـومٍ وَالدَّيَاجي قَتَامُ
46 فَـأبـرَزتَ فَـتـحاً دَوَّخ الأرضَ صِيتُه وزَيَّنـَ اشـتَـاتَ المَـعَـالِي نِـظَـامُـ
47 إذا لِلعِـدَى ألَّفـتَ عَـزمـاً ومُرهَفاً فــإنَّ نَــتِـيـجَـةَ القِـيَـاسِ حِـمَـامُـ
48 كـأنَّكـَ فِـي غَـابِ الخِـلاَفَـةِ ضَيعَمٌ فـهَـل لِرُعـاةِ البُـهمِ فيها مَرَامُ
49 فيُمنَاكَ مجمَعُ العَطَايَا ومَنبَعُ ال مَـنَـايـا فـلِلجِـنـسَينِ فيهَا زَحَامُ
50 نـوالُكَ غـيـثـٌ جَـلَّلَ الأرضَ صـوبُهُ وفـتـحٌ جَنَى زهرِ الأماني كِمَامُ
51 رُوَيـدَكَ فـافـعَـل مَـا تـراهُ فإنَّنَا نَرَى الدّهرَ شيئاً قَد تَبَنَّاهُ حَامُ
52 كــســوتَ بـحـمـراءِ الحـواضِـرِ حُـلَّةً تــضَــاءَلَ بَــعــدّادٌ لَهَــا وَشَـآمُـ
53 فــتــاهـت بِـهَـا الَّذِي أنـتَ ذُخـرُهُـ لَهُ مِــن حِــمَــاكَ حُـرمَـةٌ وذِمَـامُـ
54 علَيكَ أبا العبَّاسِ مِن طَيبَةَ التي بـهـا المـصـطـفـى تـحـيَّةٌ وسلامُ