روينا أحاديث الألي ورثوا العلا قديما ففازوا بالثناء المؤبد
فقيل أناس قد تقضى زمانهم فهل مثلهم يوما شهدت بمشهد
فقلت لهم والقول مني صادق ولم أك فيما قلته بفند
إذا شئتم أن تنظروا شبه من مضى ومن فاز بالذكر الجميل المخلد
هلموا إلى بحر العلوم ومن غدا بأنواره أهل المعارف تهتدي
هلموا إلى بحر العلوم ومن غدا بأنواره أهل المعارف تهتدي
هلموا إلى طود المكارم والندا هلموا إلى سبط الرسول محمد
هلموا إلى مأوى المفاخر والعلا هلموا إلى الأسمى ابن عمار أحمد
إمام جليل فاضل أي فاضل همام جميل منجد أي منجد
بوالده دينا وعلما قد اقتدى لقد جل نجل كان بالأب يقتدى
فأكرم به من ماجد وابن ماجد وانعم به من سيد وابن سيد
له خضعت أرباب علم لعزه وكيف وفيهم قام أعظم مرشد
مشاهده في مجلس الدرس لم يزل مقرا له بالرق في اليوم والغد
عباراته في العلم ما بين أهله تدل على الفتح المبين المؤيد
فقد شنفت أسماعا عند شرحه لأسمى حديث عن رسول ممجد
فما سمعت أذني ولا العين أبصرت شبيها له غربا وشرقا بمعهد
وما هو إلا البحر بحر فضائل لقد فاز من أمسى له خير مورد
وردت معينا من بحار وداده فحق لنا البشرى بنيل التودد
وما زلت أرجو الله قرب جواره بجنة فردوس بأرفع مقعد
هناك يطيب الأنس حيث نعيمه بغير انقضاء زهره في تجدد
وظني جميل في الكريم تفضلا يبلغني المأمول من كل مقصد
وأجابه على وزنها ورويها بها الشاعر محمد ابن الشاهد على لسان شيخه ابن عمار الجزائري:
عسى أن يلم الشمل بعد تبدد عشية هذا اليوم أو ضحوة الغد
ويطوى بساط الهجر من بعد نشره ويلبس مطوي الوصال المجدد
وتأتي من الأحباب صولة منصف فتخمد للواشين فتنة معتد
وتقرأ آيات من العتب بيننا فينسخ منها الود كل توعد
سقى عهدهم صوب الحيا وسقاهم وإن هم سقوني كأس هجر مزرد
ليالي نسقى بالمسرة أكوسا دهاقا ولا نخشى الرقيب بمرصد
ونخلو وما غير العفاف نديمنا حليفي وما من نائم ومسهد
أنزه في خد الحبيب نواظري وأكحلها من عارضيه بإثمد
ليالي لا تغضى العيون على القذا وليست ترى فيما ترى غير مسعد
فلله ذاك العهد حسنا كأنما أعيد له طبع المهذب أحمد
فتى قد تناهى في محاسنه غدا رسول أمير المؤمنين المؤيد
فغرب وشرق لست تبصر مثله وأتهم إذا ما شئت ذاك وأنجد
رقاق المعاني واليراع لطيفة فهل ملكت للفكر منه ولليد
يفتح من آرائه كل مغلق يصيق به رب الحسام المهند
يجود لرءياه البخيل بماله فقد مد من فصل الخطاب بمنجد
فكم مشعر قد غير الظلم رسمه وعاد له حسن البناء المشيد
وانجد أسرى المسلمين وكتبهم وأيد دين الله كل مؤيد
وشيد للإسلام عزا ممنعا وكل بتوفيق الإمام محمد
(وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد)
وهل تصلح الأعضاء والقلب فاسد وأنى ترى عقدا بدون مقلد
أغزال هذا العصر من رق غزله له العذر إن لم يكفه غير عسجد
كمدحك مولانا وقطب بلادنا وبدر علاها بين نسر وفرقد
فلست وقد أبصرته وسمعته وخاطبته في مدحه بمقلد
تناسبتما اسما وارتقاء وسؤددا وفضلا وفي خلق كريم ومحتد
فيا فخر آفاق الكمال وأنتما معا قمراها لائحين لمهتد
فللمجد دوما يا رضيعي لبانة عزيزين محفوظين من كيد حسد
أجاريك في مدح وإن كنت سابقا ومن ذا الذي جارى الرياح بأجرد
فأنت إذا جليت غير منازع وإني إذا صليت غير مفند
فصل في الأعادي صارما وابن صارم ودم للمعالي مفردا مفردا وابن مفرد
ولا زال ذاك المجد والله حافظ له موردا يحلو على كل مورد