من ذلك قوله مخاطبا لوالده عام تسعه وعشرين ومائه وألف وقد مرض مرضا أشفي منه علي الموت:
حياتك منتهي الأمال عندي فليث الموت يقتلني فداء
أيجمل أن أراك رهين حال وأمل لا عدمتكم بقاء
ولم أصبر وأنت اليوم حي فكيف إذا اتخذت ثوي ثراء
صغرت عن التحمل إن متلي وحقك لا يطيق له عناء
وكيف ولي أخيات وقلبي تقسم فيك بينهم سواء
ملأت صدورهم بثا غداه فعادت في مأقيهم مساء
وكم أرغمت في أنوف قوم يروني في عيونهم قذاء
وما قصرت في التأديب حتي رفعت لديك للعليا لواء
وإني وإن بكيتك ملء عيني فهل كان البكاء لنا غناء
ولكن أعين ناحت عليكم بدمع أحسن الإغضا قضاء
فخفض إن لي ربا رءوفا عطوفا سوف يمنحكم شفاء
وتفدي بالعدا من كل باس يسيء وإن هم قصروا كفاء