ومن نثره أيضا قوله في إجازته للسيد الطيب بن يوسف ولفظه:
الحمد لله, والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد نبيه وعبده, وعلى آله وأصحابه, وأشياعه وأحزابه, حملة الشريعة من بعده, وبعد فإن أبهى ما اتسم به الإنسان, وتحلى بتعاطيه القلم واللسان, هذا العلم الذي رفع الله به من أوتيه درجات, وجعل مدار الحق عليه فصار إكسير النجاة.
وإن الفقيه النبيه الألمعي الذكي, السيد الطيب بن يوسف ممن كان توخى المثول بين يدي, وأخذ لهذا العهد من جملة من أخد علي, ثم تاقت نفسه الأبية. وهمته السنية. لطلب الإجازة, لينخرط بذلك في سلك من استجاز شيخه فأجازه, فأسعفته وأنا معترف بالتقصير, عارف بفضل الطويل على القصير, ولم يعذرني بكوني لست في هذا الأمر من هذا القبيل, ولا ممن يجري سلوك قارعة هذا السبيل, ولما لم تنظر عين رضاه مني هذا الخلل, قلت مكره أخاك لا بطل.
فقد أجزته في جميع مقروآتي ومروياتي ومسموعاتي من الشيوخ, الذين كان لهم في علوم الشريعة ورسوخ, إجازة تامة, مطلقة عامة, على الشرط المقرر. والقانون المحرر, وقد عاينت منه قابلية حصلت له شروط الطلب وأسبابه وجودة قريحة, ونباهة على فضله صحيحة صريحة, فسلك سبيل من سعد بعلمه, وتصدى لإصلاح فاسد ثلمه, وتمسك بشريف تلك الأذيال, وفاز بأزهى وأبهى مما احتوت عليه ايدي الإقبال, وأخد بأثر صالحي الأمة. وصلة في تبليغ دين الله القويم الأئمة. والله سبحانه يلهمنا وإياه لتلك المراشد, ويمدنا جميعا بالتوفيق الراشد.