وقد أثنى على فهرسته معاصره أبو عبد الله سيدي محمد المكي ابن الصالح الناصح أبي عمران سيدي موسى بن محمد بن ناصر الفقيه الأجل المرتضى الناسك المبجل الشيخ الناثر ذو المزايا الظاهرة المآثر المشارك المتفنن المتقن وكان وقف على الفهرست فظهر له بها اغتباط وحلت منه محل الراحة والإنبساط فكتب إليه:
لما وقفت على الفهرست التي جمعها الإمام أبو القاسم التادلي وتأملت ما أودعه من النكت والفوائد والصلات والعوائد والأثار والأخبار, وجدتها بحرا لاساحل له ودرا لايغاص عليه, بل لاينظمه إلا من أهله الله له, أنشدت فيها أبياتا على قدري:

لله فهرسة تسموا بما جمعت   من العلوم على كل الفهاريس
ما شيئت من أدب غض وفقه ومن   نظم زوي بابن حجر وابن حمديس
أزرت جواهرها بما تضمنه   قلائد الفتح من شعر وتجنيس
أبرزها فكر مولانا وسيدنا   قاضي القضاة ونبراس الحناديس
من لم يزل في ظلام الجهل صارمه   العلمي يردى أخا بغي وتدليس
ود البلوطي لو يعطى بلاغته   وابن الخطيب كما ود ابن طاووس
ياليته خط لي سطرا يسر به   قلبي وأرجوا به سكنى الفراديس
يجيزني بجميع مالديه كما   أجازه الغرار باب الطياليس
فدام في صعد والله يكلؤه   ومن يعاديه في نحس وتنكيس
ثم الصلاة على المختار أفضل من   رقى المنابر من عود ومن خيس

فأجابه:

لله حمدي وتسبيحي وتقديسي   كما يحق بتأكيد وتأسيس
وبعد فالعلم أولى ماتخولت إذ   شتان مابين مافي الكأس والكيس
فأعن به ألاتقس شي أبه أبدا   ون تقس عز في تلك المقاييس
لا يشغل المرأ من دنياه زهرتها   دون الكناس مساو داخل الخيس
رمت الإجازة مني ياأخا ئقة   كما أجازك أرباب الطياليس
اني يكون لمن قلت بضاعته   يسوم مالم تسم أيدي المفاليس
لكن لمالك من حق تكلف ان   قال مقالة إسعاف وتأنيس
إني أجرت الفتى المكي خير فتى   أجيز في كل مقروء بتدريس
وكل ما كنت أروي عن جهابذة   مشايخ لم تسم قبل بشكيس
لكن على شرطه المألوف عندهم   توثقا دون تمويه وتلبيس
كما أرويه عني ما بفهرستي   مما تقيد في تلك القراطيس
والله يبقى لروض العلم بهجته   حتى يرى آنسا بخير مأنوس