المستخدمين
المستخدم:
كلمة السر:
المنتديات اتصل بنا تسجيل الرئيسية
 
Your Ad Here
شاعر الأسبوع
شاعرة الأسبوع
قصيدة الأسبوع
أخبار وأحداث New
وبشرت آمالي بشيخ هو الورى
من ديوان ديوان أبي حامد محمد العربي بن يوسف الفاسي (ت 1052 هـ) للشاعر بديعي

وله مقامة رائقة, مشتملة على معان فائقة, ضمنها بعض أحواله, وفتن الوقت وأهواله, عرف فيها بنفسه, ومن في معناه من ذوي جنسه, على طريق البرهان الشعري, مما هو على أسلوب البلاغة يجري, فتأكد ذكرها, وتعين متنها ونشرها, ولنوردها بلفظها, لتأكد حفظها, ومبلغ وعظها, وغريب صنيعها, ونفس بديعها, وبراعة كلامها, وبلاغة حكمها, وسعة علمها, وتخلص فيها لمدح أهل الدلاء, وهي:
الحمد لله الذي خلق الإنسان وعلمه, وفضله على كثير من خلقه وكرمه,   واختار لولايته, من وفر لعنايته, حظوظه وقسمه, وأسبغ عليه ظاهرة وباطنة, ألاءه وأكرمه, مرفوع الأخمص عن قمة الدنيا, مصروف اللحظ في شأنه الهمة العليا, قد يئست أعراضها أن تدرك أغراضه وهممه, فإن طوى عنه بساطها, وزوى انبساطها, فتنزهه له عن وضرها وتكرمه, وإن أينعت له ثمراتها, وفتحت لتمتيعه زهراتها, فتحق خدمتها لمن أطاع ربه وخدمه. فسبحان من لم يرضها لجزاء أوليائه, ولا سوت عنده جناح بعوضة فيمنعها من أعدائه, ولا جعلها لخلود بل كتب عليها الفناء وحتمه. وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد رسوله الذي فتح به ديوان النبوءة وختمه, وجعله في أفق الهداية شمسا تمد بدوره وأنجمه, ممن تأخر عنه أو تقدمه, وعلى آله وأصحابه وأتباعه وأحزابه الحائزين به كل منفعة, والفائزين بكل تكرمة. أما بعد, فإن في تعاقب الأدوار, واختلاف الأوطار, وتداول الظلام والأنوار, وتقابل الأنجاد والأغوار, لأيات لأولي الألباب, ودلالات على أن الجميع يصير إلى ذهاب, فاعتبروا يا أولي الألباب, ودلالات على أن الجميع يصير إلى ذهاب, فاعتبروا يا أولي الأبصار, فإنما الكون يدان للاعتبار والاستبصار. ألا ترى الأحوال, كيف تبدل بالأحوال, والأيام والليالي, كيف تتناثر تناثر اللآلي, والزمان كيف يتخون الأعمار حتى يلقي نفاضتها في بحور الآجال, والخلق كيف تتناوبهم الأزمنة وتتجاذبهم العروض والأطوال, من رآها فليحدث نفسه إنما على قرن زوال, لا الحزن دام ولا السرو, (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور, فلا   تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور). فيحق ما حذرها الموقنون بمبلغ الحذار, وتجافوا عنها تجافي المتنزه عن اللإستقذار, وعرفوا ما له خلقوا فلزموا, ووثقوا بصدق الضمان لقوامهم وجزموا, وأقبلوا على شأنهم يتبارون إلى الغاية العليا سباقا, ويتحركون عن المركز إلى   المحيط جائبين أطواقا وطباقا, حتى خلصوا إلى الفضا, وعاينوا سر القدر والقضا, وقد تخلف الكثيف منهم عن الأوج, وتخلص الفرد بين الزوج, ورجع القريب إلى الوطن, وظهر ما كان قد بطن, فتبرأ من الحضيض, وعاد الشعاع إلى المفيض, ومتى لم يتمحض للبسط استقلال, ولا عرض للمركب انحلال, فلابد من إقامة الرسوم, في عالم الجسوم, إلا أن حكم الأرواح, قد جرى على الأشباح, ودولة المساء قد نسختها دولة الصباح, وما جرى المقدار, بإقامتكم في هذه الدار, فإن عوارضها متطرقة إليهم, وعوائدها جارية عليهم, من بسط وقبض, ورفع وخفض, وشدة ورخاء, وعصف ورخاء, وفقر وغنا, وراحة وعنا, وضيق وسعة, وحرب ودعة, فقد تبسط لهم الدنيا بسطا, ويوفون من ترفها حظا وافرا وقسطا, ويوضع لهم من القبول والمبرة, والوجاهة والشهرة, مما ملأ الأقطار, ويطير كل مطار, وقد يقبض عليهم نعيمها, ويضيق عليهم أديمها, ويشتمل عليهم الخمول, ويهمل الموضوع منهم والمحمول, وعلى كلا الحالين فهم في روضة يحبرون, لايبرحون يشكرون أو يصبرون, وأرفع ذلك درجا, وأقومه منهجا, ماوافق حال الإمام الأعظم, وقدوة العالم من تأخر أو تقدم, ونفس الكمال الواضح المسلم, صلى الله عليه وسلم, ولثبوت الخصوصية أحكام, توجب لهم التعظيم والإحترام, ومعاملتهم بما يرضي الرب, ومن عادى وليا فقد بارز ربه بالحرب, والوالد بضعة من ألبيه يربيه ما راباه, ويوذيه ما آذاه ويؤلمه ما أصابه, وكذلك كل من له انتساب, وحديث لا تؤذوني في عائشة وفي أصحابي من أصول هذا الباب, فلأعقابهم بهم الرعي الجميل, حسبما حكم حكمه التنزيل, وسيرة السنة مقرة لمعناه, مقررة لما يوضح نوره وسناه, وقد يسيرون من سير ىبائهم على منهاج, ويهتدون من أنوارهم بشهاب لائح وسراج, مع مرافقة في المقاصد والأعمال, أو موافقة في سلوك سبيل الخسر على الإجمال. وهؤلاء يحترمون لأنفسهم لا للآباء, ويراعون لما يرى منهم لا لما يروي من الأنباء, إلا على ما يقتضيه من الزيادة الضميمة, ويستدعيه مجموع تلك الخصال الكريمة. وقد لا يسلكون من ذلك واديا ولا شعبا, ولايركبون للخصوصية ذلولا ولاصعبا, وهؤلاء هم الذين يحترمون لآبائهم, ويؤدي إليهم من ترائهم مفروض انصبائهم, فهنا يظهر لآبائهم الأثر, إذ يجدد للأبناء بالولا رعي آبائهم للدثر. هذا هو الحكم بسبب التعريف, وقد يوافقه الواقع او يخالفه بحسب التصريف. كما أن الأيام قد تساعد, والدنيا قد تقارب وقد تباعد, كما ذكر من حال الآباء في أيامهم, قبل موتهم واخترامهم, إلا أن أفوز الأبناء نصيبا, وأوفرهم سهما وتعصيبا, من اقتدى منهم بأبيه, واجتبى صالح العمل الذي يجتبيه, ولم يدفع الزمان في صدره, ولاقطعه عن الوفاء بنذره, فحسب الوارث أن يرث دينه ومذهبه, وإن لم يرث فضته وذهبه, وأن يحصل مروءته وحسبه, وإن لم يحصل ماله ونشبه. أما من دفعه الزمان, اكرهه وقلبه مطمئن بالإيمان, فعسى ان يكون عذره مقبولا, والستر على خلته مشمولا, وأن تبلغ به نيته مبلغ العمل, وأن ينال من استقامة حاله مثال الأمل. وإني والحمد لله لمسد النعما, ومقلد النعمة العما, بمن يتشبت بأذيال أهل العلم والصلاح, ويتمسك باهل الولاية لحديثهم بالأسانيد الصحاح, وينشد القول الحامل, ويرحم الله القائل:
لي سادة من عدهم   أقدامهم فوق الجباه
إن لم أكن منهم فلي   في عدهم ذكر وجاه
فلنا أبوة نمت بها إلى علائهم, وننتسب بصريح نسبها غلى ولاتهم, فقد كان لها منتمى عريق, وسلوك في دأبهم على أوضح طريق, وبحار المعارف أياديها, ومشاهد الخير عامر ناديها, ورياض العلوم مورقة مزهرة, وحدائق الحقائق مزهرة مثمرة, ومنازل السائرين لا تلتبس منها طريقة, وسالكها واجد رفيقه وفريقه, فربينا تحت كفالتها في حجر ممهود, وظل منسحب ممدود, نتفيأ من كنفها ظلالا وريفة, ونتبوأ من حضائر   العلم والذكر غادية, حلماء كرماء, أشداء رحماء, عرفوا مشايخ الصفاء فوردوا, وعاهدوا على الوفاء فوفوا بما وعدوا, في زمان كأنه وصل الحبيب, في غيبة العاذل والرقيب, أيامه أبكار, ولياليه أسحار, وريحه نسيم معطار, والعمر شباب, والعيش صفو لباب, والعيشة قارة, والأعمال بارة. والأرزاق دارة, والأخبار سارة, والشمل مجموع, والقول مسموع, والشرب آسن, والسعد ضامن, والدنيا مطيعة فاتية, والأحوال كلها مواتية, في الحضرة التي هي أم القرى في أفق المغرب, ومأم السرى من المشرق والمغرب, حضرة فاس, التي ليس في حسنها اشتباه ولا في فضلها التباس , حيث بحار العلوم بانواع المعارف زاخرة, وأسواق المتاجر حافلة ببضائع الدنيا والاخرة, مد الله تعالى عليها رواق ستره وأمنه, وأمد أهلها برزقه ورفقه وتوفيقه وعونه, ثم مرت سنون وجاءت سنون, وجالت خطوب وغالت منون, فانتشر سلك الجماعة , وخرج أمر الناس بلا أمانة ولا طاعة, وعرضت فتن كقطع الليل المدلهم, تقع مواقع القطر المنسجم, وتموج موج البحر الملتطم, فنكرنا الوطن, وأزمعنا الفرار بديننا من الفتن, فخرجنا نسابق البازي, ونستشير الحادي ولا نستشير الخازي, نتبع شعب الجبال, ونتوقى من الفتن مواقع النبال, إلى أن سح وعورها الأهل والولد, فأسهلنا بين الجبال والصخور والبحر إلى بلد, كانت العافية أغلب عليه, وشر الفتنة إذاك لايصل إليه, وقد كان لنا إسم قديم, وعهد لامنسي ولاذميم, فتلقانا بوجه تبرق أساريره, وصبح تتألق تباشيره, وحللنا المحل الأثير, والمنزل الموطأ الوثير, إلا أنها بلدة ليس فيها بطلب العلم اهتمام, ولا يتهيأ لطالبه فيها مرام, فينشأ الناشيء فيها غفلا, وقد ضرب الجهل على ناصوره قفلا, فاحتويت سكناها, وعجبت ممن سكنها ومن بناها, فالخواطر فيها متنافية, بين فراقها لذلك ولزومها للعافية, على أن الزمان عرض, والمكان جسم ذو مرض, والبلاد أجساد تتناضل, في حول الطبيعة وحال, والفتنة جنون يعدي, ودعاتها على أبواب جهنم تضل ولا تهدي, فلحقت فيها شررا أضرمت نارا, وأعظمت عارا وشنارا, ولجت في شماسها, وعاتت على شراسها, ومدت إلى الأنحاء بأخراسها, فعجز المنتدبون لمراسها, وحالت الحال, واشتبه الواجب والمحال, ودلت الخبرة على ان من انتهى إليه أهلها لايحسبهم ولا تكفيهم, وأنها ما زالت تكيلهم وتوفيهم, بعض الباغية المرتحات, والاية الكريمة على الخصوص ناصة, (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة), فسحبت الفتنة ذيولها, وأسالت على العالمين سيولها, فانتقمت الحذر والحري, وعمت الجاني والبري, وجرت أمور بعد أمور, تكاد الأرض لها تميد والسماء تمور, هناك جربت موجودي, وشككتني في وجودي, ولله علينا في عصمة الدين والدماء, والنجاة ولو بالرمق والذماء, نعمة تعرف ولا تنكر, وتشكر ولا تكفر, فله تعالى الحمد كفاء نعمته, وما من به من عصمته, ثم اقتحمنا المضيق, وركبنا ضر الطريق, نطوي عرض البسيطة, ونخط قطر دائرتها المحيطة, في مفاوز ل يمر بها السهم غلا عن عجل, ولا يخطر فيها الوهم إلا على وجل, يتفقد فيها السائر كل حين رأسه, ويسائل جسمه هل يستصحب نفسه
وعيني إلى أذني اعز كأنه   من الليل فاق بين عينه كوكب
وسحائب الفتنة تصيب حولنا لا علينا, وأعينها عمي عنا, وعين الله ناظرة غلينا, إلى أن أفضت بنا تلك المعاسف اليهم, في الأيام الدهم, إلى حيث لاحت لنا مطالع الفرج مسفرة الصباح, وافترت لنا ثغور الجود من وجوه المجد الصباح, فقلنا الله أكبر, هذا الصبح قد أسفر, والليل قد أدبر, قد شارفنا بلاد الدلا, حيث المورد العذب الذي لا يستنزر فيه الورد ولا تكدره الدلا:

وبشرت آمالي بشيخ هو الورى   ودار هي الدنيا ويوم هو الدهر

وهذا آخرها. وفي بعض مقيدها: انتهى ماوجد منها, وهو جار على أن ناشئها لم يتفق له إكمالها, ويحتمل أن يكون هذا كمالها. وأن على التصريح بالمدح مقصود منه ادعاء أنه مما يعجز عن مدحه, والبيت الذي ختم به يرشد إليه.

شعر الفصحى
شعر العامية
شعر الأغنية
الشعر الجاهلي
الشعر الإسلامي
الشعر العباسي
الشعر الاندلسي
الشعر النبطي
شعراء الطفولة
المرآة الشاعرة
دمــــوع لبنــان
المونولوج والفكاهة
فن الدويتو
مواهب شعرية
علم العروض
قالوا فى الحب
 
البحث
 
كلمة البحث:
بحث فى الشعراء
بحث فى القصائد