قِفا نَفساً فَالخَطبُ فيهِ يَهون وَلا تَعجَلا إِنّ الحَديث شُجونُ علِمنا الَّذي قَد كانَ مِن صَرف دَهرِنا وَلَم تَعلَما هَذا الَّذي سَيَكونُ ذكرنا نَعيماً قَد تَقضّى نَعيمُه فَأَقلَقنا شَوقٌ لَهُ وَحَنينُ وَكُنّا بِأَمس كَيفَ شئنا وَللدّنا حراكٌ عَلى أَحكامها وَسُكونُ وَإِذ بابُنا مَثوى الغَوادي وَنَحوَنا تُمدّ رِقاب أَو تُشير عُيونُ فَنُغّص مِن ذاكَ السُرور مُهنّأ وَكُدّر مِن ذاكَ النَعيم معينُ وَبِنّا عَن الأَوطان بَينَ ضرورةٍ وَقَد يَغرُب الإِنسان ثُمَّ يَبِينُ أَيا مَعهَدَ الإِيناس حُيّيت مَعهَداً وَجادَك مِن سيب الغَمام هَتونُ تُريد اللَيالي أَن تُهِينَ مَكانَنا رُوَيدك إِنّ الحرّ لَيسَ يَهُونُ فَإِن تَكُنِ الأَيام قَد لعِبَت بِنا وَدارَت عَلَينا للخطوب فُنونُ فَمِن عادة الأَيام ذلّ كِرامها وَلَكن سَبيل الصابِرين مُبينُ لَئِن خانَنا الدَهرُ الَّذي كانَ عَبدَنا فَلا عَجَبٌ إِن العَبيد تَخونُ وَما غَضّ منّا مَخبَر غَيرَ أنَّنا تَضاعفَ إِيمانٌ وزَادَ يَقينُ وَقَفنا عَلى فَضل الإِلَه ظُنونَنا وَفي فَضل رَبّي ما تَخِيب ظُنونُ