1 ألحـقُّ أبـلجُ لا يَـخـفى وإن سُتِرا والنُّصـحُ أجـدرُ بـالإنـسـانِ إن عَـثَرا
2 والوعـظُ أنـفـعُ شـيـءٍ أنـتَ قائلُه والقـولُ أسـرعُ بـالذكـرى لِمـن ذَكـرا
3 والحـرُّ يـأنَـفُ أن يـسـعـى لِمنقَصةٍ تُــورِّثُ الخِــزيَ والأســواءَ والغـيَـرا
4 مَن يطلبِ المجدَ لا يخشى عوارضَهُ إن العــوارضَ قــد تَـمـضـي ولا أثَـرا
5 لا يعدَمُ الطعنَ مَن يرنو لِمحمَدةٍ ومَـن يـرومُ المـعـالي يـحـملُ الخَطرا
6 إن التــمـدُّنَ إن يـقـصِـده طـالبُـه فـحَـولُ مـا يُـكـسـبُ العُليا لِمن سهَرا
7 ويَـنـهـضُ الوطـنُ المحبوبُ عن عجَلٍ بِــهــمَّةــٍ لا تَــرى بــطــءً ولا ضـجَـرا
8 بــهــمَّةــٍ فـي عـلومـجَـلَّ مـوقـعُـهـا وكـانـت المـركَـز الأقـوى لمـن سَبرا
9 إن التـمـدُّنَ ما الإسلامُ لا يَمهُ وقـاومَ الفِـكَـرَ العـوجـاءَ فـانـتـصرا
10 إن التـمـدنَ مَـن يَـجنيه قد شرُفَت مـنـه المبادي فنالَ القصدَ والوطَرا
11 حـسـنُ السـلوك وتـهـذيـبٌ بِتربيةٍ وحُــبُّ عــلمٍ أبـادَ الجـهـلَ فـانـدحَـرا
12 وحُـبُّ عـدلٍ له الأعـنـاقُ خـاضـعةٌ مـعَ اتـحـادٍ يُـديـمُ النـصـرَ والظـفَرا
13 هـذا التَّمـدُّنُ حـقّـاً إن عُـنـيتَ به لا غـيـرُه فـاتـرُكِ الأوهامَ والخوَرا
14 ليـس التـمـدنُ مـا يُلهيكَ عن عَملٍ يُعلي البلادَ ويُرقي الفكرَ والنظَرا
15 ليـس التـمـدنُ بـالتـزويـقِ مَسخَرةً إنَّ التــمــدنَ مــا أولاك مُــفــتَـخـرا

16 ليـس التـمـدنُ مـا يُدنيكَ من خطَرٍ ويُـعـدمُ السـيـرَ فـي مـناهِجِ الكُبَرا
17 ليس التمدنُ في لمزِ الذين مَضَوا إنَّ التــمـدنَ فـي إجـلالِ مَـن غـبَـرا
18 ليـس التـمـدنُ مـا تَهواهُ من بِدَعٍ ومــاله شــرعُــنـا واللهُ قـد حـظَـرا
19 ليـس التـمـدنُ مـا إن شِمتَهُ برزت لكَ الخــلاعــةُ فــي أرجــائِه قـمَـرا
20 كـم صـادَ فـي شـرَكٍ منه مِن نابغةٍ وكـم سـليـمٍ أتـى يـومـا وقـد فـجَرا
21 وكـم مُـصـابٍ بـسـهـمٍ مـنـه في ظُلَمٍ يـظـلُّ فـي لُجـج التَّمـويـهِ مُـنـغـمِـرا
22 فـطـاحلُ العلمِ قد عابوه في أمَمٍ فَـمِـل إليـهـم وكُـن مِـن غيرِهم حذِرا
23 فـي كـلِّ قومٍ أُناسٌ لا خلاقَ لهم والحـكـمُ للجُـلِّ لا تَـعبأ بمن ندَرا
24 خـذِ الأطـايـبَ مِـن عـلمٍ بـلا كسَلٍ واجـنِ الثـمارَ ولا تنظر لِمن بذَرا
25 سُـكـرُ الشبَابِ وحُبُّ اللهو مَفسدَةٌ بـالعـلمِ قـاوَمَـهُ الحـذّاقُ فـانكَسرا
26 دعِ التـنـطُّعـَ وارعَ الديـنَ وازِعُه يُـمـيـزُ التُّرـبَ مِـن تِـبـرٍ لِمـن نظَرا
27 دعِ التـعـصُّبـَ فـالأحـكـامُ ظاهرةٌ والقـومُ قـد صنَّفوا ودوَّنوا العِبَرا
28 إن قـلتَ جـئتُ بما لم يأتِهِ سَلفٌ قلنا الأباطيلُ أو تحريفُ ما صدَرا
29 وابنُ اللَّبونِ إذا ما لُزَّ في قرَنٍ بيتٌ سرى مثَلاً في الناسِ واشتهرا
30 فـضـيـلةُ السَّبـقِ حـازوهـا تمدُّنُهم مـنـه التـمـدنُ قِـدمـا ذاعَ وانتشَرا

31 فـابـغِ التوسُّط لا تصبو إلى شَطَطٍ وانظر إلى القولِ لا مَن لامَ أو عذَرا
32 والبَــس لكــلِّ زمــانٍ حَــلَّ حُــلَّتَــه فـالشَّهـمُ مَـن يـعـرفُ الأدوارَ والعُـصُرا
33 إنَّ الشـبـابَ أخـي ضـيـعـتَ بـهـجتَهُ وفـاجـأ الشـيـبُ بـالتـأنـيـبِ وابـتَـدرا
34 صـرفـتَ عـمـرَك في اللذاتِ تطلُبها فــواأســاهُ عــلى مَــن ضــيَّعــَ العــمُــرا
35 تَـرى المـناصبَ والغاياتِ يُدركُها ذوو اقــتــدارٍ وأنــتَ الطـردَ والكـدَرا
36 إن كـنـتَ تقبَلُ للذكرى فقد نُظمت لك النــصــائحُ نــظــمــاً أخـجـلَ الدُّرَرا
37 هي النصائحُ في نفعِ العبادِ وفي مــسـتـقـبَـلِ الدهـرِ مـا يُـصـدِّقُ الخـبَـرا
38 فـوائدُ النُّصـحِ يَـدريـها ذوو هِممٍ كــذاكَ مَــن مــارسَ الأحـوالَ واخـتَـبـرا
39 إن رُمـتَ تـاريـخَـها سيقَت لِمنتَبِهٍ ودالَ وانٍ لكَ الإصـــلاحُ قـــد ظـــهَـــرا
40 ونـسـألُ اللهَ تـوفـيـقـاً لمـصـلحةٍ فــالحــقُّ أبــلجُ لا يَــخـفـى وإن سُـتِـرا