أتى العاشقين الحسن منك مجددا
                                  فلبى فؤادي في هواك مجرهدا
مضى عمر لهم لم يكلف القلب بالهوى
                                  فلاحت له أنوار حسنك فاهتدى
وما حسن يخلوا الفؤاد من الهوى   ولاسيما قلب محبك أسعدا
لحى الله من أمسا يفند مغرما   غدا بشرا بالحب فيك معربدا
أبحت افتضاحي في محبة شادن   أحل دماء العاشقين تعمدا
يميل إلى هجري ولو أنه درى   بفرط اشتياقي واكتئابي توددا
أبعد عذاب الحب صد يروعني   ألم تر أجفاني من الشوق سهدا
دع الصد يا أبهى الحسان محاسنا   وأعرقهم مجدا وجدا ومحتدا
رعيت ولا راعتك نائبة أما   علمت الجفا أضنى وأبلى وأوجدا
يقولون لي بعد المشيب صبابة   فقلت أجل إن الهوى جلب الهدى
سرور سرت أسراره بسريرتي   لحب سليل المصطفى متوددا
حلا حبه لو شمت بارق ثغره   رأيت بها الدر النضيد مقلدا
محياه فيها جنة لمحبه   أقامت بها الأنوار ياحسن مابدا
بدا صبح غرات الجبين ونوره   فخافت عليه طرة الحسن حسدا
فأرخت عليه حرسا من ذوايب   تدلت كحيات تشوش من عدا
أخذت أسيرا عنده ولو أنني   أردت فكاكا منه ماخلت منجدا
إذا ما مشى هز الرديني قده   فكيف نجاتي والرماح تقلدا
ووفرته تسعى لنهب نفوس من   ترجى وصالا كي يفوز ويسعدا
أيا هاجرا صبا أحبك صادقا   ولم يبغ يامولاي غيرك سيدا
تعطف علي رحمة فلطالما   أرقت دموعا بعدما صرت مكبدا