دَعَتْ بَعْدَمَا أَبْدَى مَبَاسِمَهِ الفَجْرُ * وَزَالَ عَنِ الإِشْرَاقِ مِنْ لَيْلِهِ الحِجْرُ مُفَهْفَهَةٌ يَسْبِي العُقُولَ جَمَالُهَا * أَفِي لَحْظِهَا سِحْرٌ بَلَى إِنَّهُ السِّحْرُ تَقُولُ اسْتَفِقْ إِنَّ الرَّكَائِبَ سَاقَهَا * وَأَحْدَجَهَا مِنْ قَبْلِ إِسْفَارِهِ السَّفْرُ فَقُلْتُ لِصَحْبِي وَالأَبَاعِرُ تَشْتَكِي * بِهَدْرٍ وَمَا تُغْنِي الشِّكَايَةُ وَالهَدْرُ أَتَأْمُلُ ذَاتُ الخَالِ أَنِّي ظَاعِنٌ * عَنِ الحَيِّ لَا يَقْضِي بِمَا تَأْمُلُ الدَّهْرُ وَإِنِّي لِلوَادِي المُقَدَّسِ تَارِكٌ * وَتِلْكَ الَّتِي لَا يَسْتَقِلُّ بِهَا العُذْرُ وَهَلْ تَتْرُكُ العِيسُ الهَوَامِي مَسَارِحاً * مَبَارِكُهَا أَمْنٌ ومَنْهَلُهَا غَمْرُ وَإِنْ هَاجَ مِنْ حَرِّ الهَوَاجِرِ فَيْحُهَا * أَفَاءَتْ عَلَيْهَا الظِّلَّ أَدْوَاحُهُ الخُضْرُ فَلَا وَالَّذِي خَصَّ المُجَابَ وَقَوْمَهُ * بِمَا لَمْ يَنَلْ زَيْدٌ سِوَاهُمْ وَلَا عَمْرُ بَنِي عُقْبَةَ الشَّيخِ الهِجَانِ ابْنِ نَافِعٍ (¬1) * مَنَاسِبُ تَأْبَى أَنْ يَفُوتَهُمُ فَخْرُ وَلَا خَيْرَ إِلاَّ فِي نِزَارٍ (¬2) وَخَيْرُهُمْ * عَلَى كُلِّ حَالٍ مَا تَوَارَثَهُ فِهْرُ (¬3) بِأَسْيَافِهِمْ فَتْحُ المَغَارِبِ كُلِّهَا * عَلَى حِينِ عَمَّتْهَا الضَّلاَلَةُ وَالكُفْرُ وَمِنْ نُورِهِمْ فَتْحُ القُلُوبُ الَّتِي دَجَتْ * بِهَا ظُلَمَ الأَهْوَاءِ وَاجْتَاحَهَا الوِزْرُ بِسَيِّدِنَا المُخْتَارِ (¬1) لَا زَال ذِكْرُهُ * يَحُفُّ بِهِ الرِّضْوَانُ إِنْ جُلِيَ الذِّكْرُ وَبِالشَّيْخِ مَوْلَانَا الإِمَامِ مُحَمَّدٍ (¬2) * فَذَانِ هُمَا الشَّمْسُ المُنِيرَةُ وَالبَدْرُ وَنَجْلِهِمَا المُخْتَارِ خَيْرِ خَلِيفَةٍ * كَمَا تَخْلُفُ الآسَادَ أَشْبَالُهَا الخُزْرُ وَرَابِعِ أَرْكَانِ الخِلَافَةِ أَحْمَدَ (¬1) * أُولَئِكَ فِي أَوْجِ المَعَالِي هُمُ الزُّهْرُ بِهِمْ نُصِرَ الإِسْلَامُ وَازْدَانَ وَازْدَهَى * وَلَازَمَهُ فِي ظِلِّهِمْ ذَلِكَ النَّصْرُ بِهِمْ نَشَرَ اللَّهُ العُلُومَ فَأَصْبَحَتْ * وَقَدْ طَابَ مِنْهَا بَعْدَ طَيَّتِهَا النَّشْرُ بِهِمْ فَاضَتِ الأَسْرَارُ وَالنُّورُ وَالتُّقَى * فَأَضْحَى لَدَيْهِمْ كَالعَلاَنِيَةِ السِّرُّ أَسَيِّدَنَا البَكَّايَ يَا مَنْ إِذَا بَدَا * مُحَيَّاهُ حَيَّتْنَا البَشَاشَةُ وَالبِشْرُ خَلَفْتَهُمُ فِي المَكْرُمَاتِ وَفِي العُلَا * وَشَيَّدْتَ مَا شَادُوا وَشُدَّ بِكَ الأَزْرُ وَأَبْدَيْتَ سِرّاً لَمْ يكُنْ قَبْلُ بَادِيّاً * كَذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ لَيْسَ لَهُ حَصْرُ وَبَابُكَ بَابُ اللَّهِ فَاضَ بِهِ النَّدَا * لمُسْتَمْطِرِيهِ لَا بَكْيٌّ وَلَا نَزْرُ وَعَلْيَاكَ لَا يَسْتَوْعِبُ القَوْلُ وَصْفَهَا * وَفَضْلُكَ يَكْبُو دُونَ غَايَتِهِ الفِكْرُ فَلَا زَالَ كُلُّ الكَوْنِ يُثْنِي وَأَهْلُهُ * عَلَيْكَ كَمَا يُثْنِي عَلَى الوَابِلِ الزَّهْرُ أَغَرُّ مَيْمُونُ وَجْهٍ يُسْتَضَاءُ بِهِ * تَبَلَّجَ السَّعْدُ عَنْهُ وَهْوَ مُقْتَبِلُ يَتْلُو الأَئِمَّةَ مِنْ آبَائِهِ وَبِهِمْ * فِي كُلِّ مَا أَثَّلُوهُ يُضْرَبُ المَثَلُ