هذه القصيدة للعلامة المقدم الشريف سيدي محمد أمغار، أنشاها شوقا ومحبة في جناب الفقيه سيدي محمد أكنسوس. وفي هذه القصيدة الجميلة شغف ومودة وحنين من التلميذ لأستاذه. وهي من البحر الطويل .

…أمراكشا مالي أراك تدفقت **** مياه جفون العين منك على جبر
…كأنك لم تدر بأنك جامعه **** شتات حصون أو مدائن من خير
…أمراكشا قد حزت كل فضيلة **** ومنقبة جودي بذاك على غير
…كان قصورا منك ضوء قمورها **** ومظروفها الشمس وكوني على خبر
…أمراكشا قد بئت باللب بي فما **** تركت لحاويه أدق فكالفقر
…كأنك تجذب القلوب بما حوت **** عليه الديار منك يا له من فخر
…أمراكشا أضحت مدائن والقرى **** تباهي بك العمود من غير ما خسر
…كأنك ملبوس الجياد لها فلا **** تبالي بحساد يتيهون في الوعر
…أمراكشا لله درك إن غدت **** رسومك منبعا لأستاذنا البحر
…كأنك أعباء له ومتى تجد **** بحار عياء من ثقال مدا الدهر
…أمراكشا إسم الحبيب الذي عني **** بذا كاسم صاحب الشفاعة في الحشر
…كأنك لم تهدي إلى نجل أحمد **** أكنسوس ذاذ عنه ذاك الغطا فادري
…أمراكشا أريني من هو مثلك **** هدى وتقى نصيحة لذوي الفقر
…كانك تدعين تأدية لما **** عليك له لا في أدا حقه فاجري
…أمراكشا ذاك السراج مؤسس **** بأقطارنا الأوتاد من تحفة البر
…كأنك تشعرين أن أجلها **** سعيدهم المراد في السر والجهر
…أمراكشا لذاك أجرت شعاعها **** عليه الشميس منك من غير ما حصر
…كأنك تبرحين لله عاكفه **** عليك متى يجني الزيارة بالأمر
…أمراكشا قد حاز ذاك السعيد ما **** يروم من المرام في العسر واليسر
…كأنك تأذنين للشيخ بالوفا **** إلى ذلك السعيد من سره العذر
…أمراكشا قد حان وقت زيارة **** لذاك السراج كشف ما بي من ضر
…كأنك تزعمين أن قدومنا **** إليك لتجري مثل عادة ذي وفر
…أمراكشا لله مالي حاجة **** بما بك من حطامها غير ذي القدر
…كانك تفقدين مني صداقة **** لهذا ستعرفين ذلك باليسر
…أمراكشا مدح المديحين قدأتى **** به منشد الأوزان مبتغي الأجر
…كأنك لي أومات بالختم بالذي **** به تختم الأمور نظما وفي النثر
…أمراكشا لله كل المحامد **** وصل على الرسول يا شارح الصدر

فأجابه العلامة أكنسوس بقصيدة مماثلة في نفس الوزن والقافية ، ونصها :

…جزيت جزاء الخير يا ابن محمد **** ويا نخبة الأمجاد يا مفرد العصر
…ويا من له في الفضل أوفر منصب **** يفوق بها الأقران في موقف الفخر
…دعاك الورى أمغارهم وإمامهم **** لأنك فرد الوصف منشرح الصدر
…وقمت بأعباء السيادة كلها **** فأصبحت أعلا الناس في رفعة القدر
…خدمت أبا عثمان(1)شيخك صادقا **** فنالك منه ما كفاك من السر
…ولاح عليك النور منه كرامة **** ومازال نور الشمس يظهر في البدر
…فشد يد الإخلاص غير مفند **** بعروته الوثقى ولا تدن للغير
…فقد ظفرت يمناك منه بماجد **** سيغنيك عن زيد ويغنيك عن عمر
…فإن أبا عثمان في العصر واحد **** به جبر الله العباد من الكسر
…سعيد ينيل الوافدين سعادة **** ويخرجهم من ظلمة العسر لليسر
…ويكسوهم نورا يلوح عليهم **** جهارا ويهديهم إلى حضرة الخير
…وينظمهم في سلك من أدرك العلا **** ونال الرضا عن مالك الخلق والأمر
…ويدنيهم من ساحة العز والهدى **** ويسقيهم خمرا خليا من السكر
…له عندنا في باطن السرنسبة **** كما بين ماء المزن مع رملة الدهر
…فبلغه عني إن بلغت ربوعه **** تحية حب خالص السر والجهر
…ونبئه أن العهد مازال ثابتا **** ولا ينبغي نقض العهود من الحر