حمدا لمن جعل بالتسلسل   نسل العلوم في الزمان الأول
والأب منه أبا للأرواح   منوه القدر كذي الأشياخ
ثم صلاته على خير الورى   من جاء بالعلم لعالم الثرى
فساس منه السهل والجموعا   مبلغا مبينا نصوحا
والآل والأصحاب والأزواج   من خصصوا بأشرف النتاج
ما رنم الطير على غصن   ونشر العلم بتلقين
هذا وإن العلم في الأوراق   لكنه يعرف بالأذواق
لذاك قد حضوا على أخذ العلوم   من مفصل الشيء بمهيع الفهوم
وشرعوا التلقين بالإجازة   فمن رأى أهلا لها أجازه
وقفا مع النص الذي جافي الخبر   عن سيد الرسل الشريف من مضر
ولم يزل دأبهم ذلك على   مر الزمان, والعلوم بالولا
لزمن لم يدر في الإنصاف   عالم أو جاهل بالأوصاف
فلقن البال إلى التنبيه   على المشائخ ذوي التنويه
وما أخذت عنهم في المحافل   من محكم الأبحاث في المسائل
ومن لقيت به بالحمراء   من كل وارد وذوي استقراء
وأسأل العون على التمام   من ربنا في البدء والختام
وجعله الهمة في الرواية   وضدها بمقتضى الرعاية
الفقيه العلامة الدراكة   محمد جنون عالم احتباكه
أخذت عنه النحو والتوحيدا   مع البراهن أخذا مفيدا
وما لدى القزويني في التلخيص   مع أصول الفقه بالتفحيص
موطأ الإمام والصحيح   وكتب الترمذي والفصيح
وبردة البوصيري مع همزيته   ونبذة كافية في سيرته
وعلم آداب التصوف وما   قرر في الصحبة عند العلما
مع جواهر من النفيس   أخذتها في حالة التدريس
لولاه ما أكلت خبزا في الثرى   لكنه أصاب حيث قررا
لو كان في الشربة علمه يرى   بادرت بالسقي له كل الورى
فيا له من عالم جد السرى   حرصا على إظهار العلم فسرى
فإن يك التجديد رأس المائة   لعالم فهو قطب القبة
جاد به الدهر البخيل فبدا   جود العلوم من ينابيع الندا
وقلدت به فاس يتيمة العقود   إذ طلعت به منصة الصعود
تمايلت بفضله دلالا   إذ كان في غرتها هلالا
فجدد السير له من الآفاق   لكونه الفضل العميم باتفاق
ففاض في الأنام علما وهدى   والقوم في الشرب تغمس الردا
حتى ملأ الغرب وكل ارتوى   وإنما لكل مرء مانوى
وشاع علمه بكل بلد   إذ كان راوية كل مسند
فصار شيخا لشيوخ نبغوا   في مرتع العلم فنالوا ما ابتغوا
والمرء في ميزانه أتباعه   والفضل في الجنس به انواعه

الفقيه العلامة سيدي المهدي بن الحاج

أخذت عنه الفقه والشمائل   والنحو والأصول والدلائل
وعلمي العروض والتصريف   وعلمي التوثيق والتعريف
سلم المنطق والعقائد   وبقية من جملة الفرائد
أخذا مفيدا بانعكاس واطراد   فيه الأماني بالوصول للمراد

الفقيه العلامة سيدي جعفر الكتاني

أخذت عنه العلم والتوثيقا   أخذا بتحصيل المنى حقيقا
وعلم أمراض القلوب بالهوى   ونبذة مفيدة مما روى
الفقيه العلامة القاضي سيدي أحمد بن سودة
أخذت عنه النحو والمعاني   والفقه والأصول والمباني
ونكتا بطيها فرائد   قد نمقت بحليها القلائد

العلامة الكاتب الناثر الشاعر سيدي عبد الواحد بن المواز

أخذت عنه الأدب المكتسبا   بشرطه المعروف عند الأدبا
ونبذة من مبحث الجدال   مفيدة المجىء بالمثال
وكلهم عن علما أجله   حلوا سماء العلم كالأهله