لك الخير تحدوه إليك البشائر   هل اذكرت أحبابهن العشائر
أراهم على شط المزار هواجعا   وطرفي عن نيل التفرق ساهر
تحن إليهم كل حين ركابه   عشارا وتحكيها الجياد الضوامر
وترقص ما بين اللمرابط كلما   سرى من حواليها الخليط المجاور
أما والذي لو شاء قربي صار من   هويتهم والله ربي قادر
لقد نال منا البين ما لا تناله   عداة بأيديها الصفاح البواتر
ولاكن إذا ما الأمر بالغ وانتهى   لغايته لاشك فالأمر قاصر
وقد آن من نور الصباح انصداعه   فتنزاح بعد الانصداع الدياجر
إذا ما بدا وجه الامام محمد   فقد جاء نصر الله والفتح ظاهر
محمد نور الله في الارض كلها   محمد سيف الله للدين ناصر
سليل أمير المومنين وزيره   ومن أهله يرضى الفتى من يؤازر
وشبل ملوك من ذؤابة هاشم   تراثهم ملك الورى والمفاخر
يجاذبه اني تلفت سؤدد   أوائله مشهورة والأواخر
فأعمامه مثل المشمش ضواحيا   وأخواله مثل البدور زواهر
هو الملك الحجحاج ليس لمعتف   سواه إذا دارت عليه الدوائر
هو السيد المرهوب يعلو ببأسه لمعتف   سواه إذا دارت عليه الدوائر
هو السيد المرهوب يعلو ببأسه   رؤوس الأعادي لا تقيها المغافر
يسير فتغشاه السعود مطيعة   أماما وخلفا حيثما هو سائر
وتختفق الرايات فوق كتائب   لها النقع ناه لهن وآمر
أسود على جرد إذا احتدم الوغا   لها النقع ناب, والسيوف أظافره
هو العالم البحر المحيط, علومه   تناقلها في الناس باد وحاضر
تضيء وراء الغيب أنوار رأيه   فما هو راء فهو بالنجم سافر
به جبر الله المغارب فاغتدت   صحاحا ونالت ما تروم المكاسر
أسيدنا يا كهفنا يا أماننا   دعاك اشتياق في الجوانح ثائر
دعاك الى هذي المواطن أهلها   فكلهم من فرط حبك ساهر
دعاك إلى أرض البديع منازه   يزايل عنها الصبر من هو صابر
مبان كما شاء الجمال تكونت   تحار بمرءاها الأنيق النواظر
قباب على سمت السعادة شيدت   تحف بها الأدواح وهي نواضر
فمنها التي في السيل تلعب حولها   ظباء تجاريها المها والجئاذر
وفي مدخل الرضوان أخرى تصونت   قد ابتهجت في جانبيها المشاور
وأخرى على أرض المصلى مطلة   قد اعتدلت أهواؤها والعناصر
وفي وسط الزهراء ذات مجالس   مفتحة تفتر فيها الأزاهر
ودار الهنا حول الخليج مقاعد   يلذ بها للسامعين المزاهر
وفي ابن عقيل للمقيل مسارح   يردد فيها الطرف والطرف حائر
كذلك أكدال الصغير الذي له   منازه عز ترتضيها المنابر
إذا انفجرت تلك المناهل أو جرت   فليس تضاهيها البحار الزواخر
وليس بفاس مثلها برياضه   وليس يحاكيها زرود وحاجر
ولاكنها لا يستتم جمالها   وبهجتها إلا بأنك حاضر
فبادر أدام الله عزك وصلها   فكم حاز إدراك المنى من يبادر