ثم خاطبني بقوله:

الى الحبر الحكيم المستشار   أبي الفضل المتوج بالوقار
أبث شكايتي وأود أني   أنال برأيه ليل افتكار
وذلك ضعف إنعاظ وكوني   كأهلي عند خلع للعذار
وكم حذرته وأخذت عنه   مواثيق القيام والانتشار
فيخلف وعده ويروم هجرا   ويحلف أنه من ذاك بار
وكم أوليته مني علاجا   وأطرق رأسه حب اختصار
ولا كان المنام له صديقا   ولا منع الكواكب والذراري
فسامح بالجواب أخي وعجل   وعالج إنني لك ذو افتكار

فأجبته بقولي:

أبا الفضل المؤمل للفخار   وتاج النبل قامع من يماري
أتاني من نظامك عقد در   يباهي حسنه سمط الدراري
تسائل عن معالجة لأير   غدا حلف ارتخاء وانكسار
ولم يقبل علاجك في انتشار   وقد وجدت بواعث الانتشار
فهاك جوابي المرضي حكما   لتقفو ما يفيد مع اختصار
فخذ لبن النياق بعيد مزج   بشيء من مجاج النحل جار
وداوم شربه لترى عجيبا   من انعاظ بليل أو نهار
فليس ينام أيرك كل حين   فجرب تستفد نجح اختبار
وان ترد النكاح بطول ليل   ولم تك للعلاج أخا بدار
فخذ بيضا لدفع الجوع يكفي   مع السمن الطري طبيخ نار
وألق عليهما عسلا وخلط   وكله بما خبزته ذا احورار
لتظفر بالمقرر قبل حقا   وتأمن من غوائل الانكسار
وان تشرب على ريق دواما   مجاج البيض تظفر بانتشار
شفاك الله من ضعف ملم   بأيرك كي يقوم للانتصار