إذا رمت الصفا من كل عيب   فنادي بالولي أبي شعيب
وحط الرحل دون الباب منه   ويمم قبره بحضور قلب
وقل يا صاحب القبر المفدى   ويا ملجأ البعيد والقريب
أتاك على النوى عبد ضعيف   غريب الدار, يا مأوى الغريب
رماه الدهر عن قوس الرزايا   بسهم, ما تخطاه, مصيب
فكم ناداك منتصرا لخطب   بقلب واجب حلف نحيب
وطال عليه ما يلقى بحبس   أذاب قواه في وقت المشيب
وقد كان استجار بكم وألقى   عصا التسيار نحوك دون ريب
ترجى عام أول منك عطفا   يفك وثاقه عما قريب
فلم تنظر إليه بطرف لحظ   ولم تسمح له بدوا طبيب
وقد شاعت عوارفك اللواتي   يلوذ بظلها قلبب الكئيب
وهاهو لم يزل يشكو إليكم   وليس له سواكم من مجيب
مساجن أهل فاس لم يزالوا   على ماهم عليه من الوجيب
وهذا أحمد الخدري فيهم   بمنزلة المحب مع الحبيب
فما ابتلت جوانحكم برحمى   تسكن ما بدمعكم الصيب
وأنت محيرهم وبد استجاروا   جوارا في الحضور وفي المغيب
فلا تهملهم ولهم قلوب   مقلبة على وهج اللهيب
بجاه المصطفى خير البررايا   شفيع الخلق في اليوم العصيب
عليه الله صلى كل حين   صلاة دونها مسك الجيوب
وآله والصحابة ما قرأنا   إذا رمت الصفا من كل عيب