لعبد القادر الحبر الهمام   على شغف له أهدي السلام
وأنشر من حلاه برود مدح   تحن إليها ربات الخيام
وتأمل يوم مفخرها التحافا   بها لتغيظ مصباح الظلام
أتيت بها إليك أبا المعالي   مخضبة الأكف على احتشام
فبابك كعبة القصاد تهوي   إلى ميقاتها زمر الأنام
وأنت السالم الصدر الذي لا   يميل به هوى طول الدوام
وأنت الكامل العقل المبرا   من الهفوات من قبل الصيام
وأنت البحر علما ذو امتلاء   تدفق بالفوائد وهو طام
حباك الله أرواح المعاني   مذللة تقاد بلا زمام
وفهما ثاقبا يفتض منها   غوامض زانها فك الختام
فأضحت كالعرائس مجلوات   لأكفاء برزن بلا لثام
إلى ما لا نهاية من كمال   حباك بها الإله على الدوام
وبعد فإن رفق الجاه مما   يراد به مجاملة الكرام
وليس لغير وجه الله فيه   طريق يقتفيها أخو اهتمام
وإني كما علمت قديم عهد   بسجن دونه ضرب السهام
أقمت به على البلوى إلى أن   غدوت فيه أعرى من حسام
وأظمأ من ظماء البيد يحدو   بها الحادي إلى البيت الحرام
وأنت البيت حجا واعتمارا   لمن وافى كفيل بالمرام
فكن عونا لدي على قصيد   تبلغه لمولانا الإمام
وتعلمه بحالي واغترابي   على كبري وضعفي واهتضامي
وأن بحبس مصباح توائي   ومعتقلي وبالله اعتصامي
فلا زلت المكين علا وعزا   بجاه نبينا قمر التمام