ضحك الزمان وكان قبل عبوسا   وتجلت الآمال فيه عروسا
وافتر عن شنب المسرة ثغره الباهي وحرك للسرور نفوسا
وهواتف البشرى لدينا أقبلت   ترتاد أفراحا وتنفي البوسا
والروض خالطه ابتهاج فانثنت   أغصانه سكرى تدير كؤوسا
والطير خامره خمار فوقها فاستعذب التسبيح والتقديسا
حتى الجياد سرت إليها نفحة   فغدت تهز مع الصهيل رؤوسا
وتريك أعراف الدمسق مفتلا   وسط العجاجة يقدم القربوسا
يرفعن أطراف الحوافر تارة   ويضعن أخرى مفخرا محسوسا
ومهامز الفرسان في أعطافها   كتا مولانا تخط طروسا
ليث الكتائب عابد الرحمن من   قد دلل الصعب الحرون الشوسا
أندى الملوك ندى وأطولهم يدا   وأمدهم مددا إذا ما قيسا
يرتاح للمدح ارتياح المصطفى الهادي لكعب إذ كساه لبوسا
ويثيب مادحه ويعلم أنه ابتاع الثنا من ربه مبخوسا
أغنى وأفنى أو سيبه   لفا ونشرا للعدى معكوسا
تبت يدا قوم هوى بهم الهوى   في كل واد واقتفوا إبليسا
حتى إذا ألقى عليهم عدله   فكأنما ألقى عصاه موسى
فتلقفتهم صاغرين فأصبحوا   بيد المهانة لابسين البوسا
ضاقت على أعناقهم مع سوقهم   حلق الحديد فما رأوا تنفيسا
حتى أتاهم منك عفو سائغ   للشاربين فاحتسوه كؤوسا
وتنسموا روح الحياة وجددوا   عقد المثاب وأخلصوه أنيسا
ما العيد ما الأفراح في جنب الذي   أوتوه من تسريحهم إن قيسا
يا مالكا ملك القلوب بعفوه   وأزال عنها البؤس والتنكيسا
فليهنك العيد الجديد هناء من   قد كان في أسجانكم محبوسا
فعتقته من ربقة الأسر الذي   لولا حنانك قبل كان يؤوسا
وأطلت في مجرى البيان لسانه   طلقا فحرك بالثنا ناقوسا
وأسلت من جدواك عذبا سائغا   أنسى الهموم وأكسب المبؤوسا
لازالت العلياء تخدم مجدكم   طول المدى وقفا عليه حبيسا
والله يبقي الملك في أقابكم   حتى يقوم به عليكم عيسى