هذا الشفا وأراك مدنفا   متشوقا كلفا بحب المصطفى
هذي رياض الأنس بالمحبوب قد   أذنت لفاتح وردها أن يقطفا
هذي شمائل من تحب وهذه   أخباره هزت إلينا معطفا
قف واستمع واطرب وطب متملئا   من عذبها واشرب هنيئا قرقفا
لاتعد عن أوصافه الحسنى كما   تملى عليك وكن لها مستشرفا
إن السماع بغير قلب قابل   لجميع ما يلقى عليه من الجفا
هي سيرة المختار أحمد من علا   فوق السماوات العلى دون اختفا
واختصه المولى هناك برتبة التقريب   لا متحيزا ومكيفا
إن قيل : من خرق السما في ليلة   والعرش والكرسي؟ قلت: المصطفى
أسرى به الملك الجليل وقد أرا   ه من سنى جبروته ماقد خفى
ودنا من الجبار حتى قيل ما   كذب الفؤاد وقد رأى ماقد كفى
وانشق بدر ليلا نحوه   حتى غدا نصفين في ذاك اكتفا
ياربنا بجلال وجهك ثم بالهادي الذي حاز المقام الأشرفا
وبحق عيسى والخليل ويونسا   وبحق موسى والذبيح ويوسفا
وبحق فاتحة الكتاب وآية الكرسي وطه والدخان وزخرفا
وبحق فاطمة وبابنيها ومن   ولدا وساد بقربها وتشرفا
وبحق حمزة سيد الشهداء في   أحد غزا بالسيف حتى أتلفا
وكذا أبوبكر وفاروق الرضى   وكذا علي إذ يهز المرهفا
وبحق عثمان الشهيد بداره   قتلوه فيها وهو يقرا المصحفا
وبحق طلحة والزبير وسعدهم   وسعيدهم أولي المجادة والصفا
وأبي عبيدة وابن عوف, كلهم   أخذوا من الدنيا الكفاف تعففا
يا ربنا بابن الحصين توسلي   فأجب فإنك لم تزل متعطفا
وبليلة القدر المعظم قدرها   وبمن بها صلى وصام على صفا
وبمن تلا فيها وبات في   محرابه يذري الدموع الذرفا
وبمن سعى بالمروتين وطاف بالبيت الحرام ملبيا متطوفا
وبمكة وبزمزم وبمن أتى البيت الحرام ومن علا فوق الصفا
وبمسجد التنعيم في عرفاتها   وبمن أتى يشتاق ذاك الموقفا
وبمن دعا فيه مع الحجاج إذ   يأتون شعثا محرمين تكففا
إنا قصدنا بابك المرجى لمن   وافاه وهو على الذنوب على شفا
فانظر إلينا بعين رحمى إننا   أسراء في الأسجان نرجو تعطفا
قد أثقلتنا مع الذنوب أساود   والكل أضحى في الحديد مثقفا
يارب عجل بالخلاص وعافنا   فيما قضيت فأنت أكرم من عفا
ثم الصلاة على النبي محمد   ما حن مشتاق وما نطقت شفا
والآل والأصحاب طرا بعدهم   فبهم من البلوى يتم لنا الشفا