المستخدمين
المستخدم:
كلمة السر:
المنتديات اتصل بنا تسجيل الرئيسية
 
Your Ad Here
شاعر الأسبوع
شاعرة الأسبوع
قصيدة الأسبوع
أخبار وأحداث New
أبو القاسم الشابي

أبو القاسم الشابي

ولد أبو القاسم الشابي في يوم الاربعاء في الثالث من شهر صفر سنة 1327هى الموافق للرابع والعشرين من شباط عام 1909م وذلك في بلدة توزر في تونس.

أبو القاسم الشابي هو ابن محمد الشابي الذي ولد عام 1296هى ( 1879 ) وفي سنة 1319هى ( 1901 ) ذهب إلي مصر وهو في الثانية والعشرين من عمره ليتلقي العلم في الجامع الأزهر في القاهرة. ومكث محمد الشابي في مصر سبع سنوات عاد بعدها إلي تونس يحمل إجازة الأزهر.

ويبدو أن الشيخ محمد الشابي قد تزوج أثر عودته من مصر ثم رزق ابنه البكر أبا القاسم الشابي ۔ قضي الشيخ محمد الشابي حياته المسلكية في القضاء بالأفاق ۔ ففي سنة 1328هى 1910 م عين قاضيا في سليانه ثم في قفصه في العام التالي ثم في قابس 1332هى 1914م ثم في جبال تالة 1335هى 1917م ثم في مجاز الباب 1337هى 1918م ثم في رأس الجبل 1343هى 1924م ثم انه نقل الي بلدة زغوان 1345هى 1927م ومن المنتظر أن يكون الشيخ محمد نقل أسرته معه وفيها ابنه البكر أبو القاسم وهو يتنقل بين هذه البلدان ۔ ويبدو أن الشابي الكبير قد بقي في زغوان الي صفر من سنة 1348هى اوأخر تموز 1929 حينما مرض مرضه الأخير ورغب في العودة الي توزر ۔ ولم يعش الشيخ محمد الشابي طويلا بعد رجوعه الي توزر فقد توفي في الثامن من أيلول سبتمبر 1929 الموافق للثالث من ربيع الثاني 1348هى.

كان الشيخ محمد الشابي رجلا صالحاً تقياً يقضي يومه بين المسجد والمحكمة والمنزل وفي هذا الجو نشأ أبو القاسم الشابي ومن المعرروف أن للشابي اخوان هما محمد الأمين وعبدالحميد أما محمد الأمين فقد ولد في عام 1917 في قابس ثم مات عنه ابوه وهو في الحادسة عشر من عمره ولكنه أتم تعليمه في المدرسة الصادقية أقدم المدارس في القطر التونسي لتعليم العلوم العصرية واللغات الاجنبية وقد اصبح الأمين مدير فرع خزنة دار المدرسة الصادقية نفسها وكان الأمين الشابي أول وزير للتعليم في الوزارة الدستورية الأولي في عهد الاستقلال فتولي المنصب من عام 1956 الي عام 1958م.

لم ينشأ ابو القاسم الشابي بمسقط رأسه فقد خرج منه في السنة الأولي من عمره حينما بدا أبوه الطواف بالأفاق للحاق بالبلدان التي كان يعين فيها قاضياً. وكان لهذا الطواف الذي استمر عشرين عاما أثره علي حياة الشابي الصغير أن هذا التنقل قد حرمه من الاستقرار في مدرسة واحدة وكذلك عرض هذا الصغير النحيف الجسم المديد القامة السريع الانفعال علي جميع انواع المناخ في القطر التونسي من حر المدينة قابس الساحلية الي برد جبال تالمة المرتفعة. وكذلك طبع هذا التنقل نفس الشابي الغضة بأثار الحياة الاجتماعية المختلفة الوجوة في القطر التونسي كما غذُي خياله المتوثب بالمشاهد الطبيعية الرائعة وخزنت في ذاكرته الواعية تلك الصور المتنافرة في البيئة التونسية الغنية في كثير من مرافقها الطبيعية والمتخلفة في عدد من نواحي حياتها الحضارية والثقافية. 

وقد عني والده في تعليمه فلما بلغ الخامسه من عمره ارسله ابوه الي الكتُاب في بلدة قابس. 

كما التحق في جامع الزيتونه في أوأخر محرم 1329هى قبل أن يتم الثامية عشر من عمره. وكان للشابي في تونس الحاضرة حياتان حياة في جامع الزيتونه وفي مدارس السكني ثم حياة في خارج الزيتونة وخارج مدارس السكني. 

نزل الشابي في مدارس السكني قبل أن تنظم تلك المدارس فشهد فيها المتناقضات ولا ريب أنه تأثر بالحياة فيها أما في الجامعة الزيتونية نفسها فيبدو أن ابا القاسم لم يكن راضياْ عن التعليم ولا كان شيوخ الزيتونه راضين عن تطرفه وشذوذه ولا عن شعره ويبدو أن ابا القاسم كان قليل الميل الي الدروس التي كانت تلقي في الزيتونه من علوم اللغة والأدب القديم والفقة والشريعة وما يتعلق بها كلها ورغم ذلك فأن الدارس لايتبين شيئا وافراً من شعره ولا يقع عليه في حياته العملية. 

ولكن لا مفر من القول ان الشابي في الزيتونه كون لنفسه ثقافة واسعه عربية بحتة جمعت بين التراث العربي القديم في أزهي عصوره وبين روائع الأدب الحديث في مصر والعراق وسوريا والمهجر ولم يكن الشابي يعرف لغة أجنبية ولكنه بفضل مطالعاته الواسعة تمكن من استيعاب ما كانت تنشره المطابع العربية عن أداب الغرب وحضارته. 

وقد أعجب بما كان يترجم الي العربية من الأدب الانجليزي من مثل المنفلوطي الي العقاد الي الصاوي واعجب بالادب الانجليزي والفرنسي والأمريكي ثم هو قد تركزت بصيرته علي الأدب العربي الذي نشأ في أمريكا علي ايدي السوريين الذين تأمركت أرواحهم وانتجوا ذلك الأدب في لغتنا مباشرة فترك ذلك تأثيرا كبيرا عليه. 

وفي عام 1924 كان ابو القاسم الشابي قد أوفي الخامسة عشرة من عمره ۔ وكان لايزال تلميذاً في الزيتونه ولكن قلبه كان قد تفتح للحب فتوزع بين فتيات في رأس الجبل وفي زعوان ثم في الحاضرة نفسها حيث كانت الفتيات الأوربيات يطفن سافرات متبرجات وليس ذلك مستغرباً من يافع في سن الشابي فكيف إذا كان في سنه وابن أسرة محافظة في بيئة محافظة ثم انفلت من بيئته بغته.! 

عهد دراسة الحقوق: 

في أخر سنة 1345 – 1927 نال الشابي شهادة التطويع من الزيتونة ولعله رأي أن هذه الشهادة لن تشق له طريق الحياة إلي كسب معاشه وخصوصا أن أراءه لا تتفق وأراء شيوخ الزيتونه فأثر أن ينال شهادة مدنية فانتسب إلي كلية الحقوق التونسية في العام المدرسي التالي كما نصح له أبوه. 

في هذه الفترة – فترة دراسة الحقوق – اصيب الشابي بثلاث صدمات عنيفة: زواج غير موفق وحب دامٰ وموت والده. 

- تزوج الشابي قبل موت أبيه وذلك في عام 1928 وقبل أن يتخرج أيضاً من كلية الحقوق التونسية. وقيل أن زواجه كان في عام 1930 لكن المرجح أنه عقد قرانه عام 1928 بينما كان حفل الزفاف في عام 1930 وقد كان زواج الشابي من المواضيع العويصة في مصادر البحث عن حياته ۔ وقد تزوج الشابي مرضاة لواده فقد كان متردد ولكن أبيه كان يريد لنفسه عرق الخلود ۔ وقيل ان الشابي تزوج عن كره إرضاءً لوالده وأنه أثار نفسه وضحي في سبيل مرضاة والده ورغبة في تكوين أسرة حسب العرف السائد بالجنوب التونسي وقتها. وقد تعددت الروايات حول حياة الشابي الزوجية فالبعض رأي انه كان سعيداً مع زوجه التي تشفق عليه وتترضاه وترفق به والبعض رأي أن الشابي كان فاشلاً في زواجه. 

- الحب في حياة الشابي مشكلة فمع أن الشابي أقنع نفسه بالزواج مرضاة لوالده ثم رزق من زواجه هذا بولدين فإن سلوك الشابي العاطفي كما نري من شعره لايدل علي أن الشابي كان سعيداً في حياته الزوجية ۔ هذه الحياة لم تستطيع أن تهب الشابي الاطمئنان الذي ينعم به الانسان عادةً فاندفع ولم يمض عاماً واحداً علي زواجه في تطلب سعادة موهومة في حب فتاة ظن فيها تحقيقاً لأحلامه. تلك كانت أولي السيئات التي ظهرت في حياة الشابي من أثر جبران خليل جبران. ولكن هذه الفتاة التي أحبها الشابي في إبان طفولته علي الأصح ماتت وشيكاً ۔ فأذكي موتها في نفسه الأسي علي حاله والنقمة علي حوادث الدهر. 

وظل الشابي يذكر حبه هذا مدة ۔ ثم جعل ينساه أو يحمل نفسه علي نسيانه وسرعان ما أطاعته نفسه فتناسي حبه الأول وانتقل إلي حب جديد ثم إلي حب أخر فأخر. ويجهر لنا الشابي في ديوانه بمواقف من الحب توحي بأنه قد اندفع مع عاطفته وراء المرأة لا يلوي علي شيء. ولا ريب في أن هذا الاندفاع كان سبباً من الأسباب التي قربت منيته إليه ۔ مع أنه كان يحيا مع دائه كما عاش غيره مع أدوائهم. ولكن القضاء النافذ وإلقاءه نفسه بيده في التهلكة كان عليه كتاباً موقوتاً. 

وحب الشابي يستحق المناقشة فالبعض رأي ان الشابي أحب حبين: حباً عذرياً وحباً صريحاً أما الحب العذري فكان حباً باكراً نما في قلبه من ألفته فتاة عرفها ونشأ معها حتي بلغ الحادية عشرة من عمره ۔ قبل أن يأتي إلي تونس العاصمة ولكن هذه الفتاة توفيت بعد التحاقه بالزيتونة بوقت قصير فخلُفت له حزناً ومرضاً وأنطقتة شعراً عذباً كثيراً ۔ ثم ظلت ملء قلبه ونصب خياله زمناً طويلاً حتي إنه أشار اليها في مذكراته عام 1930م. وبعض الرواة قالوا ان الشابي كان في عام 1924 في الخامسة عشرة من عمره وكان قد قضي أربع سنوات من التعليم في الزيتونه وكان والده قاضياً شريعاً في رأس الجبل ومن المجح أن يكون الشابي قد تعرُف في فترة من فترات إقامته مع والده بفتاة كان يلقاها ويتفسح معها في المنتزهات وأن هاته الفتاة هي التي تحدث عنها في أوائل شعره حديثاً ساذجاً ونظم فيها أولي قصائده واتفق أن ماتت في تلك الفترة وانتقلت أسرة الشابي إلي زغوان سنة 1927 ومن المؤكد أن الشابي لم تكن له حياة قلبيه غير تلك الفتاة التي أحبها وهو في سن الخامسة عشرة. 

ولكن أحد الرواة المختصين بدراسة حياة الشابي وشعره وهو محمد الحليوي ينفي أن تكون قصيدة صلوات في هيكل الحب قد قيلت في فتاة رأس الجبل ويقول أن الشابي استوحي هذه القصيدة من فتاة انجليزية مصورة كانت قد أقامت مدة في توزر لتصوير بعض مناظر المدينة وواحاتها علي نحو ما يفعل الفنانون الأجانب في بلادنا فرأها الشابي تغدو وتروح وتقبل وتدبر فاستولي جمالها وشبابها علي مشاعره إلي درجة الذهول الصوفي فرفع اليها تلك الصلوات. 

أما الحب ألاخر وهو الحب العذري في حياة الشابي فيقول عنه الرواي زين العابدين السنوسي " وفوق ذلك فأن لوعة الحب العذري لم تطفيء كفاءة الجسد طول الأبد فلنكن صريحين فأن الشابي الشاعر برغم الصدمة التي لقيها في حبه العذري إذ ماتت صاحبته الصغيرة قد أحس بدماء الشباب ونفحات الحب تغريه" " إنما نريد أن نثبت طواعية شاعرنا لنواميس الحب وخضوعه لسر الوجود من ذلك الملاك المجنح الذي يصمي القلوب بنباله ولو كان منها ذياك القلب الكبير فهو يحدثنا بصراحه وصدق وجد ليلته – عن ليلة له – بما فيها حب وذكريات". 

ولا يستغرب غديره أن يكون الشابي قد أحب في بلدة رأس الجبل وأحب في بلدة زغوان ثم أحب ثالثة في تونس وقد يكون أحب فتاة بعينها وقد يكون أحب من بعيد مكتفياً بنظرة أو سماع. 

وقيل أنه أحب فتاة إيطالية في بلدة زغوان التي كان والده قاضياً فيها ولم تكن تلك الفتاة تبادله الحب ولا تنعم عليه بصداقه ولعلها لم تعرف حبه لها ولكنه كان يجتهد في أن يكثر من رؤيتها ثم يترجم شعوره بقصائد من الغزل الرائع. 

أما محمد الحليوي فيصف المرأة عند الشابي بوصفها النصف الجميل الذي يحمل في قلبه رحيق الحياة وسلسبيل المحبة وهي الطيف السماوي الذي هبط الأرض ليؤجج نيران الشباب ويعلُم البشرية طهارة النفس وجمال الحنان وهو الشابي لا يذكر امرأة مخصوصة ولا واقعة بعينها وإنما يذكر المرأة والحب فكأنه يصف فكرة لا امرأة ويصور مثلاً أعلي لا امرأة من لحم ودم وربما كانت حرارة شعره الغزلي ولهفته الصادقة متأتيتين من حرمانه من الاتصال بالمرأة التي توحي إلي الشاعر وتوجه عاطفتة وجهتها الفنية. 

- وقد حلت كارثة أخري علي الشابي في هذه الفترة وهي وفاة والدة وهي كارثة كبري ففي مطلع عام 1348 هى 1929 مرض الشيخ محمد الشابي مرضه الذي مات فيه وكان لايزال في زغوان ولم يكن ابو القاسم الشابي قد نال إجازة الحقوق بعد وشغل الشاب الناشء بتمريض والده فكان عبئاً ثقيلاً علي كاهله الواهن من الناحية المادية والنفسية. 

- ويبدو أن الوالد شعر بدنو أجله فرغب في الانتقال إلي توزر ليموت في مسقط رأسه وتم له ذلك في صفر من تلك السنة وتوفي الشيخ محمد الشابي في الثالث من ربيع الثاني من عام 1348 هى الموافق 8-9-1929. 

- وقد كانت وفاة الوالد خسارة مادية وكانت رزية أدبية هزت من نفس شاعرنا وزعزعت نظامه بل كانت أعظم رجة أصيب بها قلبه وأكبر مصاب نزل به في حياته وبموت الوالد ألقيت علي أعبائه هائلة كبيرة ولقد زاد من هذا الثقل أن الشابي لم يلج باب الارتزاق من المناصب الحكومية ضناً بحرية الأديب الشاعر ومع هذا كله فقد أتم دراسته ونال إجاوي الحقوق في عام 1349هى 1930م. ومضي زمن كان الشابي فيه حزين تاعساً بعد وفاة والدة مثقلاً بإعباء الحياة. ثم عاد بعد فترة من الزمن إلي وهج الحياة ويبدو أن صحته قد تحسنت أنا ذاك وعاد إلي الحياة وقد أكد ذلك في قصيدته الاعتراف. 

في النادي الأدبي وجمعية الشبان المسلمين: 

في عام 1925 بدأت صلة الشابي بزين العابدين السنوسي الذي كان قد أصدر صحيفتة " العالم الأدبي" في ذلك العام فأخذ ينشر له القصائد ويقدمها بما يدل علي الاعجاب ثم خصه بمختارات كثيرة في كتابه " الأدب التونسي في القرن الرابع عشر " الهجري. مما ساعد علي انتشار شهرة الشابي بوقت قصير بعدها أنظم الشابي للنادي الأدبي الذي كان يظم أعضم أدباء تونس وفي النادي الأدبي القي الشابي محاضرته الأولي في حياته الأدبية العامه في العشرين من شعبان 1347 الموافق الأول من شباط –فبراير 1929 وموضوعها " الخيال الشعري عند العرب " وبعد ذلك بقليل تأسست بتونس الحاضرة جمعية الشبان المسلمين فكان العلامة المختار ابن محمود رئيساً لها والشابي كاتب مجلسها أو أمين السر فيها.
يبدو بوضوح أن الشابي كان يعلم علي أثر تخرجه في الزيتونة أو قبلها بقليل أن قلبه مريض ولكن أعراض الداء لم تظهر عليه واضحه إلا في عام 1929 وكان والده يريده أن يتزوج فلم يجد أبو القاسم الشابي للتوفيق بين رغبة والده وبين مقتضيات حالته الصحة بداً من أن يستشير طبيباً في ذلك وذهب الشابي برفقة صديقة زين العابدين السنوسي لاستشارة الدكتور محمود الماطري وهو من نطس الاطباء ۔ ولم يكن قد مضي علي ممارسته الطب يومذاك سوي عامين وبسط الدكتور الماطري للشابي حالة مرضه وحقيقة أمر ذلك المرض غير أن الدكتور الماطري حذر الشابي علي اية حال من عواقب الاجهاد الفكري والبدني وبناء علي رأي الدكتور الماطري وامتثالاً لرغبة والده عزم الشاي علي الزواج وعقد قرانه.
يبدو أن الشابي كان مصاباً بالقلاب منذ نشأته وأنه كان يشكو انتفاخاً وتفتحاً في قلبه ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها التطور الطبيعي للمرض بعامل الزمن والشابي كان في الأصل ضعيف البنية ومنها أحوال الحياة التي تقلُب فيها طفلاً ومنها الأحوال السيئة التي كانت تحيط بالطلاب عامة في مدارس السكني التابعة للزيتونة. ومنها الصدمة التي تلقاها بموت محبوبتة الصغيرة ومنها فوق ذلك إهماله لنصيحة الأطباء في الاعتدال في حياته البدنية والفكرية ومنها أيضاً زواجه فيما بعد.لم يأتمر الشابي من نصحية الأطباء إلا بترك الجري والقفز وتسلق الجبال والسياحة ولعل الألم النفساني الذي كان يدخل عليه من الاضراب عن ذلك كان أشد عليه مما لو مارس بعض أنواع الرياضة باعتدال.يقول باحدي يومياته الخميس 16-1-1930 وقد مر ببعض الضواحي : " ها هنا صبية يلعبون بين الحقول وهناك طائفة من الشباب الزيتوني والمدرسي يرتاضون في الهواء الطلق والسهل الجميل ومن لي بأن أكون مثلهم ¿ ولكن أني لي ذلك والطبيب يحذر علي ذلك لأن بقلبي ضعفاً ! أه يا قلبي ! أنت مبعث ألامي ومستودع أحزاني وأنت ظلمة الأسي التي تطغي علي حياتي المعنوية والخارجية ".
وقد وصف الدكتور محمد فريد غازي مرض الشابي فقال: " إن صدقنا أطباؤه وخاصه الحكيم الماطري قلنا ان الشابي كان يألم من ضيق الأذنية القلبية أي ان دوران دمه الرئوي لم يكن كافياً وضيق الأذنية القلبية هو ضيق أو تعب يصيب مدخل الأذنية فيجعل سيلان الدم من الشرايين من الأذنية اليسري نحو البطينة اليسري سيلاناً صعباً أو أمراً معترضاً ( سبيله ) وضيق القلب هذا كثيرا ما يكون وراثياً وكثيراً ما ينشأ عن برد ويصيب الأعصاب والمفاصل وهو يظهر في الأغلب عند الأطفال والشباب مابين العاشرة والثلاثين وخاصة عند الأحداث علي وشك البلوغ ". وقد عالج الشابي الكثير من الأطباء منهم الطبيب التونسي الدكتور محمود الماطري ومنهم الطبيب الفرنسي الدكتور كالو والظاهر من حياة الشابي أن الأطباء كانوا يصفون له الإقامة في الأماكن المعتدلة المناخ. قضي الشابي صيف عام 1932 في عين دراهم مستشفياً وكان يصحبه أخوه محمد الأمين ويظهر أنه زار في ذلك الحين بلدة طبرقة برغم ما كان يعانيه من الألم ۔ ثم أنه عاد بعد ذلك إلي توزر وفي العام التالي اصطاف في المشروحه إحدي ضواحي قسنطينة من أرض القطر الجزائري وهي منطقة مرتفعة عن سطح البحر تشرف علي مساحات مترامية وفيها من المناظر الخلابة ومن البساتين ما يجعلها متعة الحياة الدنيا وقد شهد الشابي بنفسه بذلك ومع مجيء الخريف عاد الشابي إلي تونس الحاضرة ليأخذ طريقة منها إلي توزر لقضاء الشتاء فيها. غير أن هذا التنقل بين المصايف والمشاتي لم يجد الشابي نفعاً فقد ساءت حاله في أخر عام 1933 واشتدت عليه الألام فاظطر إلي ملازمة الفراش مدة. حتي إذا مر الشتاء ببرده وجاء الربيع ذهب الشابي إلي الحمُة أو الحامه ( حامة توزر ) طالباً الراحة والشفاء من مرضه المجهول وحجز الأطباء الاشتغال بالكتابة والمطالعه. وأخيراً أعيا الداء علي التمريض المنزلي في الأفاق فغادر الشابي توزر إلي العاصمة في 26-8-1934 وبعد أن مكث بضعة أيام في أحد فنادقها وزار حمام الأنف ۔ أحد أماكن الاستجمام شرق مدينة تونس نصح له الأطباء بأن يذهب إلي أريانا وكان ذلك في إيلول واريانا ضاحية تقع علي نحو خمس كيلومترات إلي الشمال الشرقي من مدينة تونس وهي موصوفة بجفاف الهواء. ولكن حال الشابي ظلت تسوء وظل مرضه عند سواد الناس مجهولاً أو كالمجهول وكان الناس لا يزالون يتساءلون عن مرضه هذا : أداء السل هو أم مرض القلب¿.
ثم أعيا مرض الشابي علي عناية وتدبير فرديين فدخل مستشفي الطليان في العاصمة التونسية في اليوم الثالث من شهر اكتوبر قبل وفاتة بستة أيام ويظهر من سجل المستشفي أن ابا القاسم الشابي كان مصاباً بمرض القلب.
توفي أبو القاسم الشابي في المستشفي في التاسع من اكتوبر من عام 1934 فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين الموافق لليوم الأول من رجب سنة 1353هى.
نقل جثمان الشابي في أصيل اليوم الذي توفي فيه إلي توزر ودفن فيها ۔ وقد نال الشابي بعد موته عناية كبيرة ففي عام 1946 تألفت في تونس لجنة لإقامة ضريح له نقل إليه باحتفال جري يوم الجمعه في السادس عشر من جماد الثانيه عام 1365هى
 
 
القصائد
عىذبىه أنىت º كىالىطىفىولىه
إذا الشعبٓ يوماً أراد الحياه فلا بدُْ أن يسجيبْ القدرٔ
اراك
الاشواق التائهه
صباح جديد
نشيد الجبار ( هكذا عني بروميثيوس )
أْلا إنُْ أْحٔلاْمْ الشُْبْابö ضْئöيلْه ñ
ضحöكٔنا علي الماضي البعيدö۔ وفي غدٰ
ليتْ لي أن أعيشْ هذهö الدنيُا
صلوات في هيكل الحب
في جöبال لهمومö۔ أننبتُْ أغصاني۔
أنتö كالزهره ö الجميله ö في الغاب۔
خٓلقنا لنبلغْ شأوْ الكمال
يا موتٓ! قد مزُْقتْ صدري وقصمٔتْ بالأرزاءö ظْهٔري
الأمُٓ تلثٓمٓ طفلْها۔ وتضىمُٓه
يْنٔقْضöي العْئشٓ بْئنْ شْؤقٰ وْيْأٔسö
عجباً لي! أودُٓ أن أْفٔهْمْ الكونْ۔
قْدُْس اللُْهٓ ذöكٔرْهٓ مöن صْبْاحٰ
شعر الفصحى
شعر العامية
شعر الأغنية
الشعر الجاهلي
الشعر الإسلامي
الشعر العباسي
الشعر الاندلسي
الشعر النبطي
شعراء الطفولة
المرآة الشاعرة
دمــــوع لبنــان
المونولوج والفكاهة
فن الدويتو
مواهب شعرية
علم العروض
قالوا فى الحب
 
البحث
 
كلمة البحث:
بحث فى الشعراء
بحث فى القصائد